عاجل - بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار "فعليًا" في غزة هذا الموعد

تدخل جهود التهدئة في قطاع غزة مرحلة حاسمة مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعد عامين من القتال العنيف الذي خلّف دمارًا واسعًا ومعاناة إنسانية كبيرة. ويُنظر إلى الاتفاق الجديد باعتباره خطوة مهمة نحو إنهاء دوامة التصعيد وفتح الباب أمام مرحلة من الهدوء النسبي تمهيدًا لحوار سياسي أوسع، يهدف إلى تثبيت الاستقرار وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
بنود اتفاق إطلاق النار
وبموجب بنود الاتفاق، ستشرع حركة حماس خلال الساعات الـ72 الأولى من سريان الهدنة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، ويُعتقد أن عددهم يبلغ نحو عشرين شخصًا. وفي المقابل، ستقوم إسرائيل بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من سجونها، في خطوة وُصفت بأنها "بادرة حسن نية" لتمهيد الطريق نحو ترتيبات سياسية أوسع بين الطرفين.
وجاء إقرار الاتفاق بعد جلسة مطوّلة لمجلس الوزراء الإسرائيلي مساء الخميس، حيث واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات واسعة من بعض شركائه في الائتلاف الحكومي اليميني الذين اتهموه بتقديم تنازلات مفرطة. ورغم ذلك، أكد نتنياهو أن القرار يخدم الأمن القومي الإسرائيلي ويحقق أهداف العملية العسكرية، موجهًا الشكر إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "جهوده الحاسمة في التوصل إلى الاتفاق"، حسب ما ذكره مراسل "بي بي سي" من القدس، هوغو باتشيغا.
موعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار "فعليًا"
تبدأ صباح السبت أولى ساعات وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة، بعد 24 ساعة فقط من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق الذي أنهى أسابيع من التصعيد العسكري العنيف. ويأتي هذا التطور بعد مفاوضات ماراثونية رعتها مصر والولايات المتحدة، بمشاركة قطر والأمم المتحدة، في محاولة لتهيئة الأرضية نحو تهدئة دائمة وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
من جانبه، أعلن رئيس مكتب العلاقات السياسية في حركة حماس خليل الحية أن الحركة تلقت ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة ومصر وقطر تؤكد أن الاتفاق يعني انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع بشكل كامل. وأضاف أن تنفيذ الهدنة سيُراقب من قِبل لجنة دولية لضمان التزام الطرفين وعدم تكرار التصعيد.
هدوء داخل القطاع وتحركات دبلوماسية
ويرى محللون أن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ يشكل لحظة فارقة في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، إذ يمنح المدنيين في غزة فرصة لالتقاط أنفاسهم بعد شهور من القصف والنزوح. كما يفتح الباب أمام تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى ترسيخ الهدوء وتحويله إلى اتفاق دائم، في ظل ضغوط دولية متزايدة لإطلاق عملية سياسية جديدة تنهي دوامة العنف المستمرة منذ عقود.