القاهرة: رؤية متكاملة للحكم الانتقالي والتنمية والبنية التحتية بقيمة 53 مليار دولار

إعادة إعمار غزة.. آفاق وأبواب أمل جديد أمام القطاع وسط مقترحات وأطاريح

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

في تطور سياسي هو الأبرز منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي يتضمن انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع، تمهيدًا لبدء عمليات إعادة الإعمار وعودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها.

وقال ترامب في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” إن الرهائن المحتجزين في غزة سيُفرج عنهم على الأرجح يوم الإثنين المقبل، مؤكدًا أن الاتفاق يمثل “خطوة تاريخية نحو السلام الدائم في المنطقة”. وأضاف: “سترون غزة تُعاد بناؤها، وسنشارك في مساعدتهم على إنجاح هذه العملية والحفاظ على السلام فيها”.

الولايات المتحدة جزءًا من جهود حفظ السلام

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة ستكون جزءًا من جهود حفظ السلام في غزة، بالتنسيق مع شركائها الإقليميين، في إشارة إلى مصر وقطر وتركيا، الذين لعبوا دورًا محوريًا في التوصل إلى الاتفاق. وقال ترامب في تصريحات أخرى لشبكة “أكسيوس”: “تحدثت مطولًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكانت مكالمة إيجابية جدًا. إنه يوم عظيم لإسرائيل، وللعالم كله الذي توحّد من أجل هذا السلام”.

وأكد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أن المرحلة الأولى من خطة السلام تشمل الإفراج عن الرهائن وسحب القوات الإسرائيلية إلى خطوط محددة متفق عليها، كبداية لمسار سياسي واقتصادي جديد يهدف إلى ضمان “سلام قوي ودائم ومستدام”. وأوضح أن بلاده ستتعامل “بعدالة مع جميع الأطراف”، مؤكدًا أن الاتفاق يخدم مصالح العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل على حد سواء.

وضعت مصر حجر الأساس لخطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، في إطار رؤية عربية موحدة تهدف إلى استعادة الحياة والاستقرار في القطاع بعد سنوات الحرب والدمار
وضعت مصر حجر الأساس لخطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، في إطار رؤية عربية موحدة تهدف إلى استعادة الحياة والاستقرار في القطاع بعد سنوات الحرب والدمار

إعادة إعمار القطاع.. حجر الأساس لخطة شاملة

في مارس 2025، وضعت مصر حجر الأساس لخطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، في إطار رؤية عربية موحدة تهدف إلى استعادة الحياة والاستقرار في القطاع بعد سنوات الحرب والدمار. وجاء الإعلان عن المسودة المصرية خلال القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة، وسط اهتمام دولي واسع بدور مصر القيادي في صياغة مستقبل غزة، بالتوازي مع التحركات السياسية التي أعقبت الحرب الأخيرة.

وقال مصدر مصري مطلع لـ“سكاي نيوز عربية” إن الخطة المصرية ترتكز على مرحلتين زمنيتين أساسيتين، تشملان إعادة الإعمار المادي، وبناء نظام إدارة مدني انتقالي يحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية، ويضمن الأمن والاستقرار بما يتوافق مع حل الدولتين. وأكد المصدر أن “القطاع جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وأي محاولة لفصله عن الضفة الغربية تقوّض آمال السلام الدائم”.

مراحل تنفيذ خطة الإعمار

تنص المسودة على أن مرحلة التعافي المبكر ستستمر لمدة 6 أشهر، وتشمل إزالة الأنقاض، وتشييد مساكن مؤقتة، وإصلاح شبكات الكهرباء والمياه والبنية الأساسية العاجلة. أما مرحلة إعادة الإعمار الكاملة فتمتد على مدى 5 سنوات، بميزانية إجمالية قدرها 53 مليار دولار.

وتوضح الوثائق أن المرحلة الأولى ستتكلف نحو 20 مليار دولار، وتستمر عامين لتشييد 200 ألف وحدة سكنية جديدة وبنية تحتية أولية، بينما ستبلغ تكلفة المرحلة الثانية نحو 30 مليار دولار، وتشمل بناء مطار مدني وميناء تجاري ومركز تكنولوجي وفنادق شاطئية، إلى جانب مشاريع خضراء وحدائق عامة.

بعد دمار نال من غزَّة على شتَّى المستويات،
بعد دمار نال من غزَّة على شتَّى المستويات،

رؤية عمرانية وإنسانية متكاملة

بعد دمار نال من غزَّة على شتَّى المستويات، تتألف الخطة من 112 صفحة مدعومة بخرائط تفصيلية وصور تخيلية للمشروعات المستقبلية تم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتظهر تصورًا حضاريًا لمدن حديثة في غزة تربط بين التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي. كما تركز الخطة على إعادة دمج الاقتصاد المحلي، ودعم الصناعات الصغيرة، وتمكين المرأة والشباب في سوق العمل.

وتؤكد مصر في المسودة أن التعاون الدولي والعربي هو الأساس لإنجاح عملية الإعمار، داعية إلى تشكيل تحالف تمويلي وتنفيذي عربي – أممي يشرف على تنفيذ المشاريع ضمن إطار شفاف خاضع للرقابة الدولية، مع ضمان استمرار الخدمات الإنسانية العاجلة خلال مراحل التنفيذ.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025، أن تركيا ستسهم بفاعلية في إعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب مشاركتها في جهود مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحركة حماس.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025، أن تركيا ستسهم بفاعلية في إعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب مشاركتها في جهود مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحركة حماس.

المقترح التركي لإعادة إعمار غزة

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025، أن تركيا ستسهم بفاعلية في إعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب مشاركتها في جهود مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحركة حماس. وأكد أردوغان أن بلاده تعتبر إنجاح الاتفاق خطوة أساسية نحو إنهاء معاناة الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة وقف إسرائيل لهجماتها فورًا والانسحاب إلى الخطوط المتفق عليها بعد توقيع الاتفاق، مع السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع.

من جهته، أوضح برهان الدين دوران، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أن أنقرة ستواصل دعم الفلسطينيين “في جميع المجالات”، من إعادة الإعمار إلى إيصال المساعدات والإشراف على تنفيذ بنود الهدنة. وأشار إلى أن تركيا ستشارك ضمن قوة مهام مشتركة تضم الولايات المتحدة وقطر ومصر وإسرائيل لتحديد مواقع رفات الأسرى والمفقودين، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”. كما شدد المسؤولون الأتراك على أن حل الدولتين على حدود 1967 يبقى “الشرط الأساسي لتحقيق سلام دائم واستقرار حقيقي” في المنطقة، مؤكدين أن أنقرة بقيادة أردوغان ستواصل “تحمّل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني”.

دعم عربي وموقف موحد

وكشفت مصادر دبلوماسية عربية أن مشروع البيان الختامي للقمة العربية في القاهرة اعتمد الخطة المصرية باعتبارها “خطة عربية جامعة” لإعمار غزة، مؤكّدًا الرفض القاطع لأي مخطط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ودعم حقهم الكامل في البقاء والإعمار.

ويرى مراقبون أن تبنّي هذه الخطة من القمة العربية منح مصر شرعية قيادية إقليمية في ملف غزة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون العربي في إعادة بناء القطاع على أسس تنموية مستدامة...

ثمّن ترامب جهود الوسطاء من مصر وقطر وتركيا الذين ساهموا في إنجاح هذا الاتفاق
ثمّن ترامب جهود الوسطاء من مصر وقطر وتركيا الذين ساهموا في إنجاح هذا الاتفاق

تثمين جهود ونظرة نحو المستقبل 

وثمّن ترامب جهود الوسطاء من مصر وقطر وتركيا الذين ساهموا في إنجاح هذا الاتفاق “التاريخي وغير المسبوق”، على حد وصفه، موجهًا شكره للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على “الدور الحاسم” الذي لعبته القاهرة في تقريب وجهات النظر وتنسيق المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين.

ومع بدء تطبيق الاتفاق ميدانيًا، تتحرك القاهرة دبلوماسيًا وميدانيًا لضمان تنفيذ جميع بنوده، بالتوازي مع استعدادات على الأرض لانطلاق خطة إعادة إعمار غزة بمشاركة عربية ودولية واسعة. ويرى مراقبون أن المرحلة المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى صلابة الاتفاق وقدرته على الصمود وسط تعقيدات المشهد الإقليمي...