السودان بين تصاعد المعارك في دارفور وحراك حكومي لإصلاح مؤسسات الدولة

تقارير وحوارات

السودان - الفجر
السودان - الفجر

 

شهدت الساحة السودانية خلال الساعات الماضية تطورات سياسية وأمنية واقتصادية متسارعة، عكست استمرار حالة التوتر العسكري في دارفور، بجانب حراك حكومي متصاعد في ملفات الصحة والتعليم واللاجئين. 

 

كما برزت قضايا العدالة والمساءلة الدولية إلى واجهة الأحداث مع اقتراب صدور حكم المحكمة الجنائية في قضية (كوشيب)، وسط استمرار نشاط المليشيات وتحركات الجيش على أكثر من محور.

 

قرارات حكومية جديدة

أصدر رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس قرارات بتعيين الدكتور علي بابكر سيد أحمد محمد وكيلًا لوزارة الصحة الاتحادية، وعوض سلام موسى آدم وكيلًا لوزارة الصناعة والتجارة، في إطار خطة الحكومة الانتقالية لإعادة هيكلة الجهاز التنفيذي وتعزيز الأداء في القطاعات الحيوية.

 


الوضع الأمني في دارفور

تواصلت المعارك في الفاشر، حيث أعلن الجيش إسقاط طائرة مسيّرة محمّلة بسائل كيميائي سام، تم تسليمها للتحليل الميداني.
وفي الوقت ذاته، نفّذت القوات المسلحة عملية نوعية أسفرت عن القبض على قائد مجموعة المرتزقة الأجنبية التي كانت تقاتل إلى جانب المليشيا المتمردة، في وقتٍ قتل فيه 8 أشخاص إثر قصف مدفعي جديد استهدف مستشفى “السعودي” للنساء والتوليد بمدينة الفاشر.

كما صد الجيش هجومًا عنيفًا قرب السلاح الطبي وكبّد المليشيا خسائر فادحة، بينما انسحبت عشرات العربات التابعة للدعم السريع من محور الفاشر باتجاه مستريحة الخاضعة لسيطرة موسى هلال.

أحداث متفرقة في الولايات

شهد مطار نيالا حادثة سقوط طائرة إماراتية عسكرية بعد إقلاعها مباشرة، يُعتقد أنها كانت تقل مرتزقة من جنسية كولومبية، قبل أن تُستهدف بضربة دقيقة من الجيش أدت لتدميرها بالكامل.

في القضارف، تعرّضت مرتبات المعلمين لعملية سرقة بلغت أكثر من 5 ملايين جنيه في حادثة وصفت بالدراماتيكية.

كما أُعلن عن اختطاف معلم في نيالا واعتقال آخر بسبب رفضهما استئناف الدراسة تحت إدارة المليشيا.


العدالة الدولية والجنائية

صرّح المحامي جوليان نيكولز بأن الحكم المتوقع ضد المتهم علي كوشيب سيكون السجن مدى الحياة نظرًا لخطورة الجرائم المرتكبة، مؤكدًا أن الإدانة لا تشمل المتهمين الآخرين مثل أحمد هارون إلا بعد مثولهم أمام المحكمة.

وفي تطور آخر، أصدرت محكمة جنايات المتمة حكمًا بالسجن المؤبد ضد أحد عناصر جهاز المخابرات بعد إدانته بالتعاون مع قوات التمرد.


السياسة والعلاقات الخارجية

أكد سفير السودان بموسكو أن روسيا “أنقذت السودان من التدخل الخارجي باستخدام الفيتو”، مشيدًا بدورها في دعم سيادة الخرطوم منذ بداية الأزمة.
من جهتها، أكدت الحكومة السودانية استمرار انخراطها البنّاء مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن المزاعم التي تتعلق باستخدام أسلحة كيميائية عام 2024.

في سياق آخر، اعتذر المستشار السياسي لرئيس الوزراء محمد محمد خير لنائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار عن تصريحاته السابقة بشأن لقاءات نيروبي، مؤكدًا تمسك الحكومة بوحدة الصف الوطني.

 


قضايا المجتمع والملفات الفكرية

كشف القيادي الإسلامي المحبوب عبد السلام عن وجود عنصرية داخل الحركة الإسلامية، منتقدًا ابتعادها عن مبادئها الأولى.
كما دعا مبارك الفاضل المهدي إلى إعادة الأموال المنهوبة من المواطنين، مقدرًا قيمة المسروقات من قبل قوات الدعم السريع بنحو 15 مليار دولار.


التعليم والأمن المجتمعي

أعلنت كلية علوم الشرطة والقانون عن فتح باب القبول لثلاث دفعات جديدة لأول مرة منذ اندلاع الحرب، في خطوة تهدف إلى تجديد الكوادر الأمنية وتعزيز جاهزية الأجهزة العدلية.
وفي ذات السياق، كشف وزير التعليم العالي عن انطلاق مشروع إعمار الجامعات السودانية ضمن خطة لإعادة بناء المؤسسات التعليمية بعد الحرب.


تحذيرات من الفتنة القبلية

حذّرت روابط أبناء الزغاوة في المهجر من خطر فتنة محتملة في منطقة كرنوي، داعيةً جميع المكونات الاجتماعية إلى تفويت الفرصة على دعاة الفتنة والتمسك بالوحدة الوطنية.


ختامًا: تؤكد مجمل التطورات أن السودان يقف على مفترق طرق بين تصاعد المعارك في دارفور ومساعي الحكومة لتعزيز مؤسسات الدولة، بينما يظل العامل الإنساني والأمني هو المحور الأبرز في المرحلة الراهنة، في ظل استمرار الجهود الوطنية والدولية لتثبيت دعائم السلام والاستقرار.