نزوح واسع من مدينة غزة نحو الجنوب ومطالبات بإنهاء الحرب

بوابة الفجر

 


مع تصاعد العملية العسكرية لجيش الاحتلال في مدينة غزة، تشهد الأحياء الوسطى والغربية حركة نزوح كبيرة باتجاه الجنوب عبر ممرّات النزوح المؤقتة، تقارير ميدانية تحدثت عن تقدّمٍ للدبابات وهدم أبراج ومنازل خلال الأيام الأخيرة، ما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار من مناطق القتال نحو مناطق أكثر ازدحاما وفقرا بالخدمات الأثمان الإنسانية باهظة: طرق مزدحمة، نقص ماء وغذاء، وملاجئ مكتظة.

لماذا يتجه الناس جنوبا الآن؟

تقول تقارير إن كيان الاحتلاب كثف عملياته داخل غزة المدينة عبر استهداف بنى تحتية فوق الأرض وتحتها، مع تزايد الغارات وهدم مزيد من الأبراج خلال الأسبوعين الماضيين. في 21 سبتمبر، أفادت مصادر طبية بمقتل عشرات المدنيين مع توغّل الدبابات وتقدّم القتال داخل المدينة، ما عجّل بحركة الفرار.

“تحرّكوا إلى الجنوب”: أوامر وإشعارات ومسارات نزوح

وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي  في 10 سبتمبر  أوامر نزوح شاملة لسكان غزة المدينة باتجاه منطقة المواصي الساحلية، مع استخدام رسائل صوتية ونشرات ورقية ورسائل نصية للهاتف. كما يتابع “عنقود إدارة المواقع” حركة الانتقال عبر نقاط رصد التدفق في خانيونس ودير البلح لتقدير الأعداد والاحتياجات على طول الممرّات. هذه التحركات تُظهر أن النزوح ليس لحظيًّا، بل تيار مستمر يتزايد كلما احتدمت المعارك.

ممرات جديدة للخروج

أشارت تقارير صحفية إلى فتح طرق إضافية لمغادرة غزة المدينة نحو الجنوب مع استمرار القصف وارتفاع الحصيلة البشرية منذ بداية الشهر. ورغم فتح المسارات، يبقى الوصول إلى مأوى آمن وخدمات أساسية تحدّيًا يوميًا للنازحين.

 

في غزة ترتفع نبرة واضحة: نريد وقف لإطلاق النار، نريد صفقة تُنهي الحرب، هذه الرغبة لا تنفصل عن موجات التعب والإرهاق العام، بل تعكس كذلك تحولات رأي عام ظهرت في تظاهرات نادرة ضد حماس خلال مارس الماضي في شمال القطاع، هتف فيها متظاهرون لإنهاء الحرب وطالب بعضهم برحيل الحركة.

وقف إطلاق النيران

هناك  فرص للتهدئة مع تجدد القتال داخل غزة المدينة خلال الأيام الماضية، طرحت مبادرات تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقّين مقابل ترتيبات واسعة للإفراج عن أسرى فلسطينيين ووقفٍ لإطلاق النار يتلوه تفاوض على إنهاء الحرب والتصعيد الميداني يضغط على المسار السياسي ويقلّص هامش المناورة.

 

يربط كثير من النازحين بين إنهاء حربهم اليومية وبين توقيع اتفاق شامل: وقف إطلاق نار دائم، إطلاق جميع الأسرى، وترتيبات تضمن عودة آمنة وإدخالًا منتظمًا للمساعدات وعلى الجانب الآخر من الحدود، تضغط عائلات الأسرى داخل كيان الاحتلال عبر مظاهرات واسعة للمطالبة بصفقة تعيد ذويهم وتنهي القتال مؤشر إضافي على أن الرأيَين العامَّين داخل غزة وإسرائيل يلتقيان على هدفٍ واحد: إنقاذ الأرواح وإنهاء الحرب.

الجنوب اليوم مزدحم بأحلام الناس بسلام قريب بقدر ازدحامه بالخيام ومع استمرار المناورة العسكرية داخل غزة المدينة، يصبح مطلب السكان بسيطًا ومباشرًا: اتفاق يوقف النار، يعيد الرهائن، ويُعيد الناس إلى بيوتهم.