أحدهم خبير متفجرات والىخر من رموز اليسار.. 6 أسماء من العيار الثقيل
تاريخهم ذكرى ماضي المقاومة الحافل.. هل ستفرج عنهم إسرائيل؟

يُقالُ أنَّه ما لايؤخذ عُنوة، من الممكن أن يؤخذ بالسياسة، هذا تمامًا ما يعرفه السياسيون ومن يعملون باروقة السلك الدبلوماسي، وها هي تتجسد فيما أعلنته حركة المقاومة الفلسطينية حماس، اليوم الخميس، أنها تنتظر الموافقة النهائية على قائمة أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، تمهيدًا لإعلانها رسميًا لشعبها عبر مكتب إعلام الأسرى فور اكتمال الإجراءات والتفاهمات ذات الصلة. وتشير المصادر إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي يشمل انسحاب الاحتلال، دخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى، بعد مفاوضات دبلوماسية مكثفة بمشاركة الوسطاء من قطر ومصر وتركيا، والولايات المتحدة.
وأكدت حماس في بيان رسمي أنها قد سلّمت قوائم الأسرى الفلسطينيين ضمن المعايير المتفق عليها في إطار الاتفاق، مع التشديد على ضرورة الانتظار حتى الاتفاق النهائي على الأسماء قبل الإعلان الرسمي. كما أشارت المصادر إلى وجوب اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال تنقلات المواطنين في غزة، لحين صدور بيان رسمي من الجهات الفلسطينية المختصة.
الأسرى البارزون في مقدمة القائمة
وتتصدر القائمة التي ستفرج عنها إسرائيل مجموعة من الأسرى الذين يُعدون من رموز المقاومة الفلسطينية، لما لهم من تاريخ طويل في العمليات العسكرية والسياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن أبرزهم:

مروان وعبد الله البرغوثي: عبد الله البرغوثي، المعروف بلقب "مهندس حماس" وخبير المتفجرات، معتقل منذ 2003 بعد اتهامه بتنفيذ عمليات تفجيرية أسفرت عن مقتل 66 إسرائيليًا، وحكم عليه بالسجن المؤبد 67 مرة. يُعد عبد الله شخصية مركزية في التخطيط العسكري للحركة، وهو من أقارب مروان البرغوثي، ويُعرف بتاريخ طويل في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.

إبراهيم حامد: شغل منصب قائد عمليات في كتائب القسام بالضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، واعتقل في رام الله عام 2006 بعد إدانات بتفجيرات استهدفت القدس والجماعات الإسرائيلية، وحكم عليه بالسجن 54 مؤبدًا. ويُعتبر حامد أحد القيادات العسكرية الفاعلة في الضفة الغربية خلال العقود الماضية، وله دور بارز في التخطيط العسكري ضد الاحتلال.

أحمد سعدات: الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويُعد من أبرز رموز اليسار الفلسطيني، معتقل منذ 2006 وحكم عليه بالسجن 30 عامًا بتهمة التخطيط لاغتيال وزير السياحة الإسرائيلي. يعتبر سعدات رمزًا سياسيًا وعسكريًا في الوقت ذاته، ويمثل صوتًا مهمًا في المشهد السياسي الفلسطيني.

حسن سلامة: أحد أعضاء حركة حماس البارزين، معروف بارتباطه بالعمليات الأمنية والتخطيط العسكري، وارتبط اسمه بعمليات التخطيط لعمليات انتحارية داخل الأراضي الإسرائيلية منذ منتصف التسعينيات، وصدرت بحقه أحكام عديدة بعد ثبوت تورطه في هذه العمليات.

عباس السيد: ينتمي لحركة حماس ويعتبر أحد قادة العمل العسكري في الضفة الغربية، حكم عليه بالسجن 32 مؤبدًا بالإضافة إلى 150 عامًا، ونسب إليه 18 عملية تفجيرية، أبرزها تفجير فندق باراك في نتانيا، الذي أسفر عن مقتل 30 إسرائيليًا وإصابة 140 آخرين، ويعد هذا الهجوم أحد أكبر العمليات الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية.

رسالة حماس وأهمية الإفراج عن الأسرى
وأكدت حماس أن الاتفاقية تمثل خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام والأمان في غزة، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني في القطاع، والقدس، والضفة، وداخل الوطن وخارجه، أثبت صمودًا وبطولة في مواجهة مشاريع الاحتلال، ما ساهم في إفشال محاولاته للتهجير والإخضاع. ودعت الحركة المواطنين إلى الالتزام بالحذر والتعاون مع الجهات الرسمية لحين الإعلان عن أسماء الأسرى والفصل الكامل لإجراءات الإفراج.
من جانبها، شددت حماس على تقديرها الكبير لجهود الوسطاء في قطر ومصر وتركيا، وكذلك للجهود المبذولة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لعب دورًا مهمًا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين لضمان التوصل إلى اتفاق شامل يشمل إطلاق سراح الأسرى، وضمان انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
تداعيات المرحلة الأولى من الاتفاق
من المتوقع أن يشكل إطلاق سراح الأسرى الستة البارزين، الذين يمثلون رموز المقاومة الفلسطينية، خطوة مهمة جدًا على صعيد استقرار الأوضاع في غزة، ويمثل مؤشرًا على نجاح الوساطة الدولية في التخفيف من حدة التصعيد العسكري. ومع الإعلان الرسمي عن الأسماء، سيكون لدى الفلسطينيين في القطاع دفعة معنوية قوية لتعزيز الصمود والأمل في استعادة حقوق الأسرى وتحقيق تقدم ملموس نحو التهدئة الدائمة.
وتمثل هذه الخطوة، إذا تمت بنجاح، نقطة تحول تاريخية في سجل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث تجمع بين الاعتبارات الإنسانية والسياسية، وتضع الأسس لأي محادثات مستقبلية قد تقود نحو اتفاق أوسع للسلام في المنطقة.