بعد نجاح عمليتي الإسقاط الجوي.. هل يمهّد الجيش السوداني لهجوم شامل على الفاشر؟

تقارير وحوارات

 عملية الإسقاط الجوي-
عملية الإسقاط الجوي- الفجر

 

 

تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تحولات ميدانية متسارعة بعد أن تمكن الجيش السوداني من تنفيذ عمليتي إسقاط جوي ناجحتين خلال أسبوع واحد لصالح الفرقة السادسة مشاة، في خطوة تُعد مؤشرًا على تغيّر موازين القوى في سماء الإقليم وربما على الأرض خلال المرحلة المقبلة.

عملية نوعية تعيد الثقة في قدرة الجيش

فجر الثلاثاء، نفذ سلاح الجو السوداني عملية إسقاط مظلي جديدة تضمنت ذخائر وأدوية وأغذية وأموالًا نقدية لدعم القوات المحاصرة داخل الفاشر.
وأفادت مصادر عسكرية أن العملية استغرقت أكثر من نصف ساعة ونُفذت بواسطة طائرتين من طراز “أنتونوف”، دون أن تتعرض لأي اعتراض من مضادات مليشيا الدعم السريع، بعد أن كان الجيش قد دمّر في وقت سابق منظومة الدفاع الجوي التابعة للمليشيا، والتي أُنشئت بإشراف مرتزقة أجانب.

انهيار رواية المليشيا حول “السماء المحرّمة”

تكرار الإسقاط الجوي قضى عمليًا على رواية المليشيا التي زعمت امتلاكها منظومات تشويش ودفاع جوي تجعل “سماء الفاشر محرّمة” على الطيران السوداني.
ويؤكد مراقبون أن نجاح العمليتين شكّل ضربة معنوية قاصمة لقوات الدعم السريع، التي كانت تعتمد على الحرب النفسية لتثبيت مقاتليها وإقناعهم بعجز الجيش عن الإمداد الجوي.
أما هذه المرة، فقد تحولت “الأسطورة الجوية” للمليشيا إلى كابوس داخلي، بعد أن أثبت الجيش قدرته على الطيران بحرية فوق الفاشر، ما قد يؤدي إلى انهيار الروح القتالية لعناصر الدعم السريع خلال الفترة المقبلة.

صعود حملة شعبية موازية

في الوقت ذاته، أطلق ناشطون وتنسيقيات لجان مقاومة الفاشر حملة لدعم المحاصرين، تحت شعار “جسر جوي مدني شعبي”، ودعوا المواطنين في مختلف الولايات إلى المساهمة في إرسال مواد غذائية وتموينية عبر الجيش.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة تمثل تحولًا في المزاج الشعبي، يعكس التفاف الشارع حول الجيش ورفضه للحصار الذي تفرضه المليشيا على المدينة منذ أشهر.

 

تحولات ميدانية محتملة

يرجّح مراقبون أن يكون التركيز العسكري المقبل على نيالا، باعتبارها المعقل الرئيسي للمليشيات في دارفور، مشيرين إلى أن الجيش قد يبدأ بفرض حصار جوي مماثل عبر قصف خطوط الإمداد ومنظومات الدفاع التابعة للمليشيا.
ولا يستبعد خبراء عسكريون أن تشهد المرحلة القادمة إنزال قوات خاصة متمرسة في حرب المدن لتعزيز مواقع الفرقة السادسة، في إطار خطة متكاملة تهدف إلى تطهير الفاشر ومحيطها بالكامل.

خلاصة المشهد

من الواضح أن نجاح الجيش في إعادة فتح السماء فوق الفاشر يمثل نقطة تحول مفصلية في معركة دارفور، إذ لم تعد المليشيا تملك اليد العليا لا في الجو ولا على الأرض.
ومع تراجع قدرتها على الردع وتزايد خسائرها في المواقع المحيطة بالمدينة، يبدو أن مرحلة الدفاع انتهت، وأن الجيش السوداني قد بدأ فعلًا التمهيد الميداني للهجوم الحاسم على الفاشر، الذي قد يحدد مصير الحرب في الإقليم بأكمله.