أرقام قياسية في مبيعات السيارات بمصر خلال 2025.. والسوق يواصل الانتعاش رغم تذبذب الأسعار

رغم انخفاض الأسعار 30%.. مبيعات السيارات في مصر تسجل قفزة تاريخية

سيارات

السيارات
السيارات

شهد سوق السيارات المصري انتعاشة قوية خلال أغسطس 2025، بعدما قفز إجمالي المبيعات إلى 17 ألفًا و597 وحدة، مقارنة بـ 10 آلاف و33 سيارة فقط خلال نفس الشهر من عام 2024، محققًا زيادة ضخمة بلغت 75.4%، حسب أحدث تقرير صادر عن مجلس معلومات سوق السيارات “أميك”، والذي حصلت جريدة الاستثمار العربي على نسخة منه.

طفرة في مبيعات سيارات الركوب

كشف التقرير عن استمرار تصاعد مبيعات سيارات الركوب (الملاكي)، والتي تعد المحرك الأساسي للسوق، حيث ارتفعت المبيعات إلى 13 ألفًا و315 وحدة خلال أغسطس 2025، مقابل 8 آلاف و339 سيارة في الشهر ذاته من العام الماضي، أي بنسبة نمو 59.7%.
ويرجع هذا الانتعاش إلى تحسن وتيرة استيراد السيارات واستقرار حركة المعارض، بالإضافة إلى عودة بعض العلامات التجارية التي كانت غائبة عن السوق لفترات طويلة، ما أعاد المنافسة بقوة بين الوكلاء والموزعين.

سيارات
سيارات

الأتوبيسات تحقق أعلى معدلات النمو

من جانبه، أظهر التقرير ارتفاعًا لافتًا في مبيعات قطاع الأتوبيسات، التي تضاعفت تقريبًا لتصل إلى 1224 وحدة في أغسطس الماضي، مقارنة بـ 604 وحدات فقط خلال نفس الشهر من عام 2024، بنسبة زيادة 102.6%.
ويعزو الخبراء هذه القفزة إلى تنامي الطلب من شركات النقل الجماعي والسياحة، فضلًا عن تزايد الاعتماد على الأتوبيسات الحديثة في المدارس والجامعات الخاصة، مع توسع الحكومة في دعم النقل الذكي والصديق للبيئة.

مبيعات الشاحنات ترتفع بأكثر من الضعف

ولم يكن قطاع الشاحنات بعيدًا عن هذا الارتفاع، حيث شهد نموًا غير مسبوق بنسبة 180.6%، بعد أن وصلت المبيعات إلى 3058 وحدة خلال أغسطس 2025، مقابل 1090 وحدة فقط في أغسطس 2024.
ويشير محللون إلى أن زيادة مشروعات البنية التحتية والإنشاءات في مختلف المحافظات ساهمت بشكل مباشر في رفع الطلب على الشاحنات والمركبات التجارية.

إجمالي المبيعات منذ بداية العام

وخلال الفترة من يناير حتى نهاية أغسطس 2025، سجل سوق السيارات المصري نموًا شاملًا بنسبة 81.7%، بعدما ارتفع إجمالي المبيعات إلى 107،701 وحدة، مقابل 59،265 مركبة فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يعكس تعافي السوق بعد عامين من التذبذب وعدم الاستقرار.

تراجع الأسعار لا يُحفز المبيعات

ورغم هذه القفزة في الأرقام، كشف منتصر زيتون، عضو رابطة تجار السيارات، عن مفارقة لافتة، مؤكدًا أن أسعار السيارات تراجعت بنحو 30% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أن هذا الانخفاض لم يُترجم إلى زيادة في معدلات الشراء.
وأوضح زيتون أن السبب الرئيسي يعود إلى عدم استقرار الأسعار واستمرار المنافسة الشرسة بين الوكلاء، بالإضافة إلى دخول وكلاء جدد وتشغيل خطوط إنتاج متعددة في الوقت نفسه، مما أدى إلى أخطاء تسعيرية أربكت السوق.

وأضاف أن المستهلك المصري بات يتعامل مع السيارة كمصدر استثمار طويل الأمد، وبالتالي فإن تذبذب الأسعار يجعله مترددًا في اتخاذ قرار الشراء، على أمل أن تشهد الأسعار انخفاضًا إضافيًا في المستقبل القريب.

مستقبل السوق

ويتوقع محللون أن يواصل السوق المصري نشاطه خلال الربع الأخير من العام الحالي، خاصة مع بدء طرح موديلات 2026 وتوسع بعض الشركات في تقديم عروض تقسيط وتمويل ميسّرة. ومع ذلك، تبقى استدامة الاستقرار السعري هي العامل الأهم في استعادة ثقة المستهلكين بشكل كامل ودفع عجلة المبيعات نحو مستويات قياسية جديدة.