أحمديات: الحب والعشق

مقالات الرأي

يكتبها ـ أحمد زكى
يكتبها ـ أحمد زكى

مازالت الكلمة حائرة بين مفهوم لم يُقصد ومقصود لم يُفهم، فاجعل كلمتك بسيطة حتى يُدرك مقصدها.

هل عرفت الحب؟ لا، أنت تعرف كلمة الحب فقط حروفا وتنطقها،
هل عشت الحب؟ لا، فأنت في الحب ضعيف لا تتحمله،
أهكذا الحب؟ وما يحمله من معانٍ أصبح عندك عبئا؟ نعم.

فهل تعلم أن الحب عطاء؟ وهل تعلم معنى العطاء؟ وهل تستطيع أن تتحمل أن تعيش الحب في عطاء فقط دون أن تنتظر من المحب عطاء؟
هذا هو عبء الحب، مشقة العطاء دون انتظار مقابل.

وهل عرفت العشق؟ لا، فأنت لم تمر بمرحلة الحب بعد.
فالعشق حالة أخرى أرقى بكثير من حالة الحب، وهو أجمل بكثير.

أن تجد نفسك تعطي من تحب فيبادلك نفس الشعور بالعطاء،
هنا يظهر العشق، فهل تعلمه؟ وهل عشته؟
هي حالة فيها الطرفان يحبان، الطرفان يعطيان، إذا الطرفان يعشقان.

وهي حالة نادرة، فالأنانية طاغية مغلفة بكلمة حب، والكبر موجود مغلف بكلمة تضحية.
ومن تعدى الأنانية والكبر، فمرحبا به في الحب بداية، وفي العشق نهاية.

قرمشة

أخاف الموت فأرتدي أفضل الثياب وأطهرها لتجدوني نظيفا
أخاف الموت فأحافظ على صحتي لتجدوني سليما
أخاف الموت فأحافظ على جسدي لتسلموا الأمانة كما تسلمناها
أخاف الموت فأتحدث بأفضل الكلمات لتتذكروني بأجملها
أخاف الموت فأحسن في سيرتي لتصونني بعد مماتي.

فمن خاف الموت ليس خوفا، فقد عاش نظيفا سليما أمينا يوصف بأجمل الكلمات مصونا في غيبته

وفي ذلك عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أكيس؟ فقال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده استعدادا أولئك الأكياس.
والكيس هو العقل.

إلى اللقاء..