باحث فلسطيني لـلفجر: لا أتوقع حدوث فارق بمفاوضات غزة.. ونتنياهو يعتبر رد حماس الإيجابي مناورة سياسية |خاص

عربي ودولي

بوابة الفجر

قال الدكتور نزار نزال، المحلل الفلسطيني والباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان غير مصدق في البداية للرد الإيجابي الذي صدر عن حركة حماس بشأن المقترح الأمريكي لوقف الحرب في قطاع غزة، موضحًا أن نتنياهو يرى في هذا الرد مناورة سياسية من قبل الحركة.

وأكد الدكتور نزار نزال في تصريح خاص لجريدة الفجر، أن نتنياهو يدرك جيدًا أن حماس لا يمكن أن تذهب بعيدًا في تطبيق جميع بنود المقترح، كما أن هو نفسه غير قادر على تنفيذ كامل البنود، خصوصًا ما يتعلق بالانسحاب الكامل من داخل القطاع أو وقف الحرب.

نزار نزال: حماس لا يمكن توافق على نزع السلاح

وأضاف نزال أن حماس من جانبها لا يمكن أن توافق على نزع سلاحها، في حين يتمسك نتنياهو بعدم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، معتبرًا إياهم ورقة ضغط لإطالة أمد الحرب وتحقيق مشاريع إقليمية أوسع تتجاوز حدود القطاع.

وأشار نزال إلى أن الخطة الحالية تمت صياغتها من قبل كل من توني بلير، وجاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ومستشار رئيس وزراء الاحتلال ديرمر، مشددًا على أن معظم بنودها تصب في مصلحة إسرائيل، باستثناء نقطتين غامضتين تتعلقان بوقف الحرب والانسحاب من غزة.

وتوقع نزال أنه في نهاية المطاف، سواء اليوم أو غدًا، ستجبر إسرائيل على إرسال وفدها إلى شرم الشيخ لاستئناف المفاوضات، لكن دون أن يعني ذلك بالضرورة الوصول إلى اتفاق نهائي أو إنهاء الحرب.

وأوضح أن حركة حماس تتعامل بحذر كبير لتجنب الوقوع في الفخ الإسرائيلي، فهي ترفض تسليم الأسرى قبل الحصول على ضمانات حقيقية، خشية أن تنكص إسرائيل عن التزاماتها أو ترفض دفع ثمن سياسي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تدعم الموقف الإسرائيلي في هذا الاتجاه.

وفيما يتعلق بالمكالمة التي جرت مؤخرًا بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال نزال إن نتنياهو نجح في إقناع ترامب بأن إسرائيل دفعت أثمانًا باهظة لبسط سيطرتها على غزة، وأنها غير مستعدة للانسحاب منها، مشيرًا إلى أن نتنياهو أبلغ ترامب بأن الجيش الإسرائيلي في قلب غزة، وأن حماس ستسلم الأسرى، وأن إسرائيل ستكون جزءًا من لجنة نزع سلاح الحركة.

ورأى نزال أن المشهد العام لا يوحي بأي التزام مستقبلي من قبل إسرائيل أو حتى من قبل حماس، مضيفًا أن اللوم الأكبر يقع على إسرائيل التي ترفض وقف المذبحة في غزة رغم رغبة حماس في إنهاء المعاناة الإنسانية المستمرة.

ما الأحداث المتوقعة في الذكرى الثانية للسابع من أكتوبر ؟

أشار نزال إلى أن الذكرى السابعة لهجوم السابع من أكتوبر غدًا قد تدفع إسرائيل إلى تصعيد كبير في القطاع، متوقعًا أن ترفع من وتيرة القصف خلال الساعات القادمة.

وأضاف أن الليلة وغدًا قد يشهدان قصفًا مركزًا على مدينة غزة والتجمعات السكانية الأخرى، ما قد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء، كما لم يستبعد تنفيذ غارات محدودة على جنوب لبنان أو ضربات استعراضية في اليمن.

واختتم الدكتور نزار نزال حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل قد تلجأ إلى استعراضات عسكرية في المنطقة لكنها لن تذهب بعيدًا نحو خطوات مفاجئة أو غير محسوبة، مشيرًا إلى أن قصف العواصم العربية بات أمرًا مألوفًا في المشهد الإقليمي، فيما سيبقى التركيز الأكبر على قطاع غزة، وخاصة الليلة وغدًا.