ليس مفاجأة للبعض.. صفحات وناشطون تحدثوا عن غلق SSC السعودية وتحويل الحقوق رسميًا إلى MBC وشاهد

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

لم يكن إغلاق قنوات SSC السعودية يوم 5 أكتوبر 2025 مفاجئًا للجميع، فخلال الأيام الماضية تداول عدد من النشطاء والمصادر غير الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن قرب نهاية شبكة SSC بعد أكثر من أربع سنوات من انطلاقها، مؤكدين أن هناك ترتيبات داخلية تجري لإعادة توزيع حقوق البث بين عدة منصات سعودية كبرى.

وجاء الإعلان عن إيقاف بث قنوات SSC بشكل رسمي صباح الأحد، ليؤكد صحة ما تم تداوله، وليضع حدًا للجدل المستمر حول مستقبل القناة التي كانت تمثل الذراع الإعلامية الرياضية الأبرز في المملكة خلال السنوات الماضية.

بداية القصة.. تسريبات سبقت القرار

منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي، بدأت بعض الصفحات المهتمة بالشأن الرياضي السعودي على منصة X (تويتر سابقًا) في نشر تسريبات تتحدث عن نية الشركة السعودية للرياضة إيقاف بث شبكة SSC بشكل نهائي في مطلع أكتوبر، مشيرة إلى أن هناك أسبابًا اقتصادية وإدارية تقف وراء هذا القرار.

وذكرت بعض المعلومات أن إدارة القناة واجهت صعوبات مالية متزايدة نتيجة ارتفاع تكلفة حقوق البث للدوريات المحلية والبطولات الآسيوية والعربية، إلى جانب زيادة نفقات الإنتاج والاستوديوهات التحليلية.

كما أشارتصحات إلى أن الخطة الجديدة تهدف إلى دمج حقوق SSC مع منصات كبرى مثل MBC وشاهد ضمن مشروع سعودي موحد يهدف إلى تطوير الإعلام الرياضي وتوسيع نطاق الوصول للمشاهدين داخليًا وخارجيًا.

أين ستذهب حقوق SSC بعد الإغلاق؟

حسب المعلومات المتوقعة حتى الآن، سيتم نقل جزء كبير من حقوق البث التي كانت تمتلكها SSC إلى شبكة MBC ومنصتها الرقمية شاهد، حيث ستبدأ MBC خلال الأسابيع المقبلة في بث بعض البطولات المحلية، وفي مقدمتها دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين.

أما بالنسبة لبقية الحقوق الرياضية، فستُوزع على القنوات الرياضية السعودية (Saudi Sports)، التي ستتولى عرض بعض المسابقات الداخلية والفعاليات الرياضية الرسمية بإشراف وزارة الإعلام والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع.

هذا التحرك يُعد جزءًا من خطة إعادة هيكلة المشهد الإعلامي الرياضي في المملكة، بحيث تصبح جميع الحقوق تحت مظلة موحدة أكثر تنظيمًا، وتُدار من خلال شراكات قوية تجمع بين القطاعين العام والخاص.

لماذا تم الإغلاق في هذا التوقيت؟

توقيت الإغلاق في 5 أكتوبر 2025 لم يكن عشوائيًا، بل جاء متزامنًا مع انتهاء عقود البث لعدد من البطولات الكبرى، وعلى رأسها مباريات الدور الأول من الدوري السعودي.
ووفق مصادر مطلعة، فإن الجهات المالكة لـ SSC فضلت إنهاء البث بعد إتمام الجولة الأخيرة قبل التوقف الدولي، لتجنب أي خلل في النقل الرياضي أو فقدان للحقوق خلال الموسم الجاري.

كما رجّح محللون أن الإغلاق يأتي ضمن خطة اقتصادية تهدف إلى ترشيد الإنفاق الإعلامي بعد أن تجاوزت تكلفة إدارة القنوات ومعدّات الإنتاج والإرسال الفضائي أرقامًا قياسية، في مقابل تراجع العائد الإعلاني خلال العامين الأخيرين.

ردود فعل الجماهير والإعلام

جاءت ردود فعل الجماهير متباينة بين الصدمة والحسرة على توقف القناة التي اعتاد ملايين المشاهدين متابعتها منذ عام 2021، وبين من رأى أن القرار متوقع بالنظر إلى مؤشرات الاندماج الإعلامي التي بدأت تظهر مؤخرًا.

وعبّر عدد من المحللين الرياضيين عبر حساباتهم عن أملهم في أن تكون الخطوة بداية لمرحلة جديدة أكثر احترافية في نقل الأحداث الرياضية، خاصة بعد دخول مجموعة MBC العملاقة في مجال البث الرياضي بشكل مباشر عبر منصة "شاهد".

مستقبل الإعلام الرياضي السعودي

يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا في صناعة الإعلام الرياضي بالمملكة، فبدلًا من تعدد القنوات وتكرار الجهود، سيتم توجيه الموارد إلى تطوير منصة موحدة ذات محتوى عالي الجودة تغطي مختلف الألعاب والبطولات.

ومن المتوقع أن تعلن MBC خلال الأسابيع القادمة عن خطة بث جديدة وبرمجة موسعة تتضمن برامج تحليلية ومسابقات حصرية، مع تحسين جودة البث إلى مستوى 4K لتقديم تجربة مشاهدة تليق بجمهور الدوري السعودي والبطولات الآسيوية.

إغلاق قنوات SSC لم يكن نهاية مفاجئة بقدر ما هو بداية لمرحلة إعلامية جديدة في السعودية، ربما تتجه فيها الدولة نحو تعزيز التكامل بين القنوات الوطنية والمنصات الرقمية الكبرى مثل MBC وشاهد، مع الحفاظ على حقوق الجماهير في متابعة البطولات المحلية والعربية بجودة أعلى وبتقنيات حديثة.

وبينما تُطوى صفحة SSC رسميًا في 5 أكتوبر 2025، تبقى القنوات الرياضية السعودية ومجموعة MBC أمام تحدٍ جديد لتقديم إعلام رياضي، يأتي بتساؤل: 

هل نحن بانتظار مرحلة أكثر احترافية تتناسب والنهضة الشاملة التي تشهدها المملكة بما فيها الرياضة؟