بعد 12 عامًا من الهروب.. ما تفاصيل تسليم فضل شاكر نفسه للجيش اللبناني؟

تقارير وحوارات


 فضل شاكر - الفجر
فضل شاكر - الفجر

 

 


بعد أكثر من اثني عشر عامًا من الهروب والملاحقة القضائية، سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني في مخيم عين الحلوة جنوبي البلاد، لينهي بذلك فصلًا طويلًا من الغموض والجدل الذي رافق مسيرته منذ تورطه في أحداث عبرا عام 2013 إلى اليوم.

خلفية القضية

بدأت فصول قضية فضل شاكر في يونيو 2013، حين اندلعت اشتباكات دامية بين أنصار الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني في منطقة عبرا – صيدا، أسفرت عن مقتل عدد من العسكريين والمدنيين.
واتُّهم شاكر حينها بالمشاركة في تشكيل عصابة مسلحة، وتمويل جماعة الأسير، والمساهمة في أعمال إرهابية ضد الجيش اللبناني، إلى جانب تبييض الأموال وسلب المواطنين.

وفي أعقاب تلك الأحداث، اختفى شاكر عن الأنظار، ليعيش أكثر من عقد داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، الذي تحوّل إلى ملاذ للهاربين والمطلوبين، وسط تضارب في الأنباء حول تحركاته وصحته وظروف اختفائه.

تفاصيل الاستسلام

مصادر أمنية لبنانية أكدت أن شاكر سلّم نفسه طوعًا إلى الجيش اللبناني داخل مخيم عين الحلوة، بعد ضغوط متزايدة ومضايقات تعرض لها من قبل جماعات إسلامية متشددة داخل المخيم.
وبحسب المصادر، فقد جرى تأمين خروجه بشكل آمن من قبل استخبارات الجيش، ليتم نقله إلى بيروت حيث سيُعاد استجوابه وإحالته إلى القضاء العسكري.

الوضع القانوني الحالي

كان قد صدر بحق فضل شاكر حكم غيابي بالسجن لمدة 22 عامًا مع الأشغال الشاقة، على خلفية اتهامات تتعلق بتأليف عصابة مسلحة وتمويل الإرهاب والمشاركة في أعمال ضد الجيش.
ومع تسليمه لنفسه، تُعاد محاكمته من الصفر وفقًا للقانون اللبناني، ما يمنحه فرصة لإعادة النظر في الأدلة والدفاع عن نفسه بصورة مباشرة أمام المحكمة.

وتشير مصادر قضائية إلى أن شاكر يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تسوية وضعه القانوني، خاصة بعد ما قيل عن ندمه وابتعاده عن الفكر المتشدد خلال السنوات الأخيرة.

ردود الفعل

أثار تسليم فضل شاكر نفسه تفاعلًا واسعًا في الأوساط اللبنانية والعربية، بين من رأى في الخطوة شجاعة واعترافًا بالمسؤولية، ومن اعتبرها محاولة متأخرة لتخفيف الأحكام القضائية.
وفي الأوساط الفنية، دعا بعض الفنانين إلى فصل تاريخه الفني عن مساره السياسي والديني، بينما أكد آخرون ضرورة احترام القانون وإعطاء العدالة حقها دون تمييز.

خلف الكواليس: من النجومية إلى العزلة

يُذكر أن فضل شاكر كان قبل عام 2011 من أشهر نجوم الغناء العربي، بصوته الدافئ وأغانيه الرومانسية التي تصدّرت الساحة لسنوات.
لكن مع اندلاع الأزمة السورية، أعلن اعتزاله الفن وانحيازه إلى خطاب ديني متشدد، قبل أن يتورط في علاقة وثيقة مع الشيخ أحمد الأسير، ما غيّر مسار حياته كليًا.

اليوم، ومع عودته إلى حضن الدولة، يترقب الشارع اللبناني ما ستسفر عنه إعادة محاكمته، وما إذا كان فضل شاكر سيتمكن من إغلاق هذا الملف الشائك والبدء بمرحلة جديدة في حياته.