إرتفاع منسوب مياه نهر النيل

غرق أراضٍ في المنوفية والبحيرة.. «اليونيسيف» توضح قواعد الأمان في حالات الفيضانات

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية لفيضان
صورة أرشيفية لفيضان

بعد غرق أراضٍ في المنوفية والبحيرة.. «اليونيسيف» توضح قواعد الأمان في حالات الفيضانات

 

شهدت محافظات مصر خلال الأيام الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في منسوب مياه نهر النيل، ما تسبب في غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وبعض المنازل المقامة على أراضي طرح النهر، خاصة بمحافظتي المنوفية والبحيرة على فرع رشيد، إلى جانب تضرر إحدى الجزر النيلية بمركز البداري في محافظة أسيوط.

وأكدت مصادر محلية أن كميات المياه المتزايدة جاءت نتيجة ارتفاع معدلات الفيضان الموسمي، وهو ما دفع الجهات التنفيذية إلى رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة أي تطورات محتملة، في ظل استمرار تدفق المياه من أعالي النيل.

وفي هذا السياق، أصدرت منظمة اليونيسيف العالمية مجموعة من الإرشادات والتعليمات المهمة التي توضح كيفية التصرف الآمن أثناء وقوع الفيضانات، بهدف حماية الأرواح والممتلكات وتقليل الخسائر قدر الإمكان.

خطوات يجب اتباعها قبل وأثناء الفيضانات

 

وشددت اليونيسيف على أهمية وضع خطة إخلاء واضحة لكل أسرة، وتحديد مسار آمن للخروج من المنزل في حال ارتفاع منسوب المياه، مع التدريب المسبق على تلك الخطة بمشاركة جميع أفراد الأسرة. كما أوصت بتحديد نقطة تجمع متفق عليها يمكن الالتقاء فيها حال تفرّق أفراد الأسرة أثناء الكارثة.

كما دعت المنظمة إلى تجهيز حقيبة للطوارئ تحتوي على احتياجات أساسية مثل الأطعمة غير القابلة للتلف، والمياه، والأدوية، وأدوات الإسعاف الأولية، ومصباح يدوي وبطاريات إضافية، تكفي لعدة أيام في حال تعذّر البقاء في المنزل أو انقطاع الخدمات.

وفيما يخص المدارس، شددت اليونيسيف على ضرورة أن يكون أولياء الأمور على دراية بخطة الطوارئ الخاصة بالمدرسة في حال وقوع فيضان، لضمان سلامة الأطفال وتنسيق عملية الإخلاء إن لزم الأمر.

مراقبة الإنذارات الجوية ومعرفة مستوى الخطر

 

كما أكدت المنظمة على أهمية متابعة النشرات الجوية بشكل مستمر والبقاء على علم بآخر التحديثات الخاصة بأحوال الطقس ومنسوب المياه. ونصحت السكان بالتعرف على نظام الإنذار المحلي في مناطقهم، ومعرفة الجهة المسؤولة عن إصدار التحذيرات وكيفية استقبالها سواء عبر الراديو أو الإنترنت أو رسائل الهاتف المحمول.

وحثّت اليونيسيف المواطنين على معرفة مستوى الخطر في منازلهم، خاصة إذا كانت تقع بالقرب من مجاري المياه أو أراضي طرح النهر، مشيرة إلى ضرورة حفظ الأوراق والمستندات الرسمية — مثل بطاقات الهوية وعقود الملكية — في أماكن مرتفعة أو داخل أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق لحمايتها من التلف.

نصائح عند مغادرة المنزل أو التعرض للخطر 

 

وفي حالة الضرورة القصوى، يجب فصل الكهرباء والغاز والمياه قبل مغادرة المنزل، إذا كان ذلك آمنًا، لتجنّب حدوث حرائق أو تسربات. كما نصحت المنظمة السكان بالتوجه إلى أماكن مرتفعة وآمنة بعيدًا عن مجرى الفيضان، وعدم السماح للأطفال بالخوض في مياه الفيضان سواء كانت راكدة أو متحركة لما تحمله من مخاطر كبيرة.

أما في حال احتجاز الأشخاص داخل سياراتهم، فينبغي — وفقًا للإرشادات — الصعود إلى سطح السيارة حتى وصول فرق الإنقاذ، بينما يُفضل في حالة التواجد داخل مبنى الصعود إلى الطوابق العليا دون محاولة الوصول إلى السطح إلا إذا كان ذلك ضروريًا.

وبمجرد الوصول إلى مكان آمن، شددت اليونيسيف على ضرورة إبلاغ أفراد الأسرة والمقربين بالوضع الحالي عبر الهاتف أو وسائل التواصل، لتسهيل عمليات المتابعة والمساعدة.

جهود الدولة لمواجهة الفيضانات

 

من جانبها، تتابع وزارة الموارد المائية والري عن كثب حالة الفيضان في مختلف المحافظات، وتعمل على تصريف المياه الزائدة بشكل آمن من خلال مخرات السيول والمصارف العمومية، إلى جانب تنفيذ إجراءات تطهير وتدعيم جسور الترع والمصارف تحسبًا لأي زيادة مفاجئة في منسوب المياه.

وأوضحت مصادر بالوزارة أن هناك خطة تنسيق مشتركة بين الجهات المحلية والمحافظات المتأثرة لضمان سرعة التدخل في حال حدوث أي طارئ، مشيرة إلى أن السد العالي في أسوان ما زال يحتفظ بقدرته على استيعاب كميات كبيرة من مياه الفيضان، ما يقلل من احتمالات تعرض المناطق السكنية لأضرار جسيمة.

وتُعد هذه الفيضانات فرصة طبيعية لإعادة تغذية الخزان الجوفي وتعويض النقص في الموارد المائية الذي نتج عن فترات الجفاف السابقة، إلا أنها في الوقت نفسه تتطلب إدارة دقيقة للمياه لحماية الأرواح والممتلكات وضمان الاستخدام الأمثل للموارد.