ثقافة أسوان تناقش كتاب "سفير الحكايات" للكاتبة علا نيل"

عقد فرع ثقافة أسوان، ندوة لمناقشة كتاب "سفير الحكايات" مسرحية للأطفال فى مجال أدب الطفل للكاتبة علا سعيد نيل الفائز في مسابقة النشر الاقليمي، وذلك ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وبرامج وزارة الثقافة.
شارك في المناقشة الكاتب المسرحي طه الأسواني، المخرج المسرحي خالدعطالله وأدارها الشاعرة صابرين خضر، وأقيمت الندوة بمكتبة الطفل والشباب بدراو، بحضور عدد من الادباء، والأصدقاء والمحبين وأسرة المحتفى بها.
و أوضح خالد عطالله من خلال دراسة نقدية بعنوان من منظور إخراجي تناول فيها البناء الدرامى، النص قائم على ثنائية الواقع والخيال وهذا ليس جديد من الناحيه الموضوعيه أو اختيار الموضوع، به رسائل تعليميه مباشره ( مواجهة العقاب، اهمية الكتاب فى مقابل التكنولوجيا (الهاتف الجوال)، وأنه كمخرج يرى أن النص متماسك للأطفال من حيث المغامرة، لكنه يحتاج إلى تخفيف المباشرة أحيانًا، لصالح لغة بصرية ورمزية تُشرك المتلقي في الاستنتاج.
مشيرا ان الشخصيات والدلاله داخل النص، البنيه البصريه والسينوغرافيا، اللغه المسرحيه: النص مكتوب بالعاميه وهو مناسب جدا للتفاهم مع الاطفال وخلق روح حميميه بين النص والمتلقى، اطاله فى بعض المشاهد،وبعضها يحتاج إلى تكثيف واستبدالها بايقاع اسرع ( الايقاع مهم جدا فى التواصل مع المتلقى والممثل على المسرح )، النص يعطي مساحه واسعه لوضع الاغانى والموسيقى والاستمتاع بالعرض كالعبه للاطفال بعيدا عن الجو السردى.
ومؤكدة بأن الايقاع الزمنى كمخرج تمنى ان يكون الايقاع الزمنى للعروض من خلال النصوص المقدمه للاطفال ايقاع زمنى قصيرالاطاله والاسهاب قد يؤدى إلى ملل الطفل والانصراف عن الخيال فى العرض ويفقد الاطفال تركيزهم، وان الزمن فى النص ممكن ان يتجاوز الساعه وهذا كثير جدا على الاطفال كاوقت للعرض، واستبدال السرد بمشاهد بصريه تعبيريه أو صامته.
موضحا بأن النص يطرح قضايا مهمه وتربويه واخلاقيه مرتبطه بالخيال والقصص لفهم الواقع ومقامة التكنولوجيا المهيمنه، والبطل فى النهايه يظهر سفير للحكايات وهو طرح تربوى قيمى مناسب للمهرجانات والمدارس
ومتحدثا عن كيفية تقديم النص كا عرض مسرحى، كما قدم نصائح للمؤلف الشاب يكتب للطفل من داخل عالم الطفل، ويجعله يتصرف ببراءة وفضول أكثر من تعقّل ونقاش فلسفي، وتجنب الإكثار من الشخصيات الثانوية، ومحاولة دمجها في "كورال" حركي، فهذا يسهل التنفيذ ويمنح العرض ديناميكية، الاعتماد أكثر على الحدث والصورة، وأقل على الشرح والكلام. المسرح ينجح بالعرض لا بالسرد، الا يخشَ الحذف أو التبسيط النص المسرحي للطفل يزداد قوة بالوضوح والاختزال، لا بالإطالة.
واختتمت حديثه بأن النص قابل للتنفيذ بصريًا على الخشبة إذا أعيدت صياغة بعض مشاهده دراميًا واعتمد على أدوات بسيطة (الأقمشة، الإضاءة، أجساد الممثلين، الموسيقى الحية). المشكلة الأساسية تكمن في أن الطفل بطل النص أقرب ليافع، وهو ما يحتاج لتعديل لغوي وسلوكي حتى يشعر المتفرج الصغير أن الشخصية تشبهه، المؤلف يمتلك خيالًا واسعًا وبذرة درامية جيدة، لكنه بحاجة إلى تدريب على لغة الطفل، واستخدام الخيال البصري بدلًا من الاعتماد على الراوي والحوارات الطويلة.
وأشار طه الأسوانى من خلال دراسته بعنوان "سفير الحكايات" قراءة في فلسفة الأثر وصراع الحضور والغياب بين النص وفتنة الشاشة، مشيرا أن الكاتبة تقدم نصًا أدبيًا مسرحيًا غنيًا بالدلالات والرموز، يمزج بين الخيال والواقع، ويُسلّط الضوء على قيمة الحكاية والقراءة في عصر الهيمنة التكنولوجية، وهو دعوة صريحة لإعادة الاعتبار لعالم القصص المصورة والكتب كبوابات حقيقية للمعرفة والمغامرة، وكسبيل لمواجهة العزلة التي قد تخلقها شاشات الأجهزة الذكية، متناولا الإهداء مفتاح العتبة النصية فهو يأتي بمثابة عتبة نصية عميقة تُمهّد للمضمون الروحي والفلسفي للمسرحية، واللغة الشعرية والمكثفة في الإهداء تكشف عن ثيمة الأثر والغياب والحضور المستمر
والبنية السردية والشخصيات صراع الواقع والخيال مثل الراوي صوت الحكمة والتحذيرو إنه بمثابة ضمير النص الناقد الذي يعلّق ويُحذّر هذا الأسلوب يُضيف بُعدًا مسرحيًا تفاعليًا ويُبقي عنصر التشويق حيًا، الرؤية الفنية والرسالة النهائية، ورسالة المسرحية واضحة ومُباشرة في المقطع الختامي، مواجهة التكنولوجيا، عودة الكتاب، توظيف الدراما الحركية والموسيقى، وتناول نقاط القوة مثل وضوح الفكرة الأساسية، التخطيط المسرحي البصري، الغنى الرمزي، توازن بين الترفيه والتثقيف، مشيرًا لنقاط التطوير والتحسينات المقترحة، ضعف في الدراما الداخلية للشخصيات الثانوية، ميلٍ للتلقين، بعض الإطالات السردية، تبسيط السرد العقابي.
مضافا بأن توصيات عملية لتطوير الكتابة مثل تعميق دوافع بإضافة سطور قصيرة تُظهر لماذا يهتم، التنوع الإيقاعي مثل إدخال فواصل موسيقية أقصر أو حوارات إيقاعية أثناء المشاهد الطويلة لتخفيف التلقين، جعل معنى العبارة «تستطيع أن ترى وتسمع لكن لا تغير» موضوعًا دراميًا يُجرّب أكثر من مرة ويحصد عواقب ملموسة.
وفى الختام قال أن "سفير الحكايات" مسرحية ناجحة بامتياز في صياغة رسالتها ضمن إطار درامي مشوق، نجحت في تقديم أزمة ثقافية (العزوف عن القراءة) من خلال صراع شخصي شيّق، الأسلوب لغويًا مباشر ولكنه يحمل عمقًا رمزيًا يتناسب مع طبيعة المسرحية التي تستهدف جميع الأعمار، مما يجعلها إضافة قيمة للمكتبة المسرحية التي تدعو إلى الحفاظ على الخيال كقوة دافعة ومحررة.
أقيمت الندوة ضمن برامج إقليم جنوب الصعيد بإدارة محمود عبد الوهاب، والإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان. ونفذت بالتعاون بين فرع ثقافة أسوان برئاسة يوسف محمود، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع.