خطة ترامب لوقف الحرب في غزة تدخل حيز التنفيذ السياسي وسط ردود أفعال واسعة

دخلت المبادرة الأمريكية الجديدة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة مرحلة التنفيذ السياسي، بعد أن أبدت حركة حماس موافقة مشروطة على مقترحه، الأمر الذي فتح الباب أمام موجة من الترحيب الدولي والعربي، يقابلها ارتباك واضح في الموقف الإسرائيلي.
ردود الفعل الأولى
قال ترامب في تصريحات عاجلة: "استنادًا إلى بيان حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. يجب على إسرائيل التوقف فورًا عن قصف غزة حتى نتمكن من تحرير الرهائن بأمان". وأكد أن النقاشات الجارية لا تتعلق فقط بغزة، بل تتصل بمسألة أوسع هي "السلام في الشرق الأوسط".
مصر رحبت ببيان حماس واعتبرت موقفها خطوة إيجابية لحقن دماء الفلسطينيين، مؤكدة التزامها بالعمل مع كافة الشركاء لإزالة معاناة سكان القطاع ودعم إعادة الإعمار. كما أعلنت قطر والأمم المتحدة ترحيبهما بموقف الحركة، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس جميع الأطراف إلى استثمار هذه اللحظة لإنهاء الحرب.
أما في إسرائيل، فقد انقسمت المواقف: المعارضة بقيادة يائير لابيد اعتبرت مبادرة ترامب فرصة غير مسبوقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب، بينما أبدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحفظات واضحة، وسط تقارير عبرية عن صدمة حكومته من الموقف الأمريكي المفاجئ.
التحركات الميدانية والدبلوماسية
كشفت القناة 12 العبرية أن المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار ستعقد في مصر، وتحديدًا بين العريش وشرم الشيخ، بمشاركة وفود من إسرائيل والولايات المتحدة وقطر، يقودها من الجانب الأمريكي مبعوث ترامب ستيف ويتكوف إلى جانب جاريد كوشنر، فيما يترأس الوزير الإسرائيلي رون ديرمر الوفد المفاوض.
وتشير مصادر مصرية إلى أن جولة المفاوضات التي تبدأ غدًا ستركز على وضع الآليات العملية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، بما يشمل تسليم خرائط الانسحاب الإسرائيلي وجدول إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى ترتيبات إدخال المساعدات الإنسانية عبر الآليات الأممية.
الوضع الإنساني
بالتوازي، واصلت وزارة الصحة في غزة الإعلان عن حصيلة ثقيلة للضحايا جراء العدوان المستمر، إذ ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 67 ألفًا منذ أكتوبر 2023، بينهم آلاف الأطفال. كما سجلت الوزارة وفاة طفلين خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 459 شهيدًا، نصفهم تقريبًا من الأطفال.
تقدير الموقف
يرى محللون أن إعلان ترامب أحدث تحولًا جوهريًا في مسار الحرب، إذ وضع إسرائيل في زاوية حرجة بإلزامها بوقف إطلاق النار قبل المفاوضات، وهو ما يخالف نهج حكومة نتنياهو القائمة على مبدأ "التفاوض تحت النار". وبينما يصف مراقبون ما حدث بأنه "انقلاب في الطاولة"، تبرز مخاوف من محاولات إسرائيلية لإفشال الاتفاق أو المماطلة في تنفيذه.
وفي المقابل، يُنتظر أن تكون القاهرة مركز الثقل في رسم ملامح المرحلة المقبلة، سواء في تثبيت وقف إطلاق النار أو في رعاية حوار فلسطيني داخلي حول إدارة غزة ومستقبلها السياسي.