رعاية لا تقتصر على الجسد.. دعم متكامل من "التضامن" يعيد الثقة لنزلاء مركز المرج

خلال جولتي داخل مركز رعاية كبار السن من ذوي الإعاقة الذهنية بالمرج، لفت نظري كيف تتحول الرعاية هنا من مجرد خدمات طبية إلى منظومة حياة متكاملة، تمتد لتشمل الصحة الجسدية والدعم النفسي والتأهيل الحركي.
في هذا المكان، يجد النزلاء دعمًا يعيد إليهم الطمأنينة والثقة، ويمنحهم إحساسًا حقيقيًا بأنهم في قلب الاهتمام، ضمن رؤية وزارة التضامن الاجتماعي لتعزيز جودة الحياة لكبار السن من ذوي الإعاقة.
رعاية شاملة بثلاثة محاور
يعتمد المركز، التابع للمؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع – إحدى كيانات وزارة التضامن الاجتماعي – على نهج متكامل يقوم على ثلاثة محاور رئيسية:
1. الرعاية الصحية
2. العلاج الطبيعي والتأهيل الحركي
3. الدعم النفسي الفردي والجماعي
يقول الدكتور أحمد سيد، مدير مؤسسة الرعاية الذاتية لكبار السن: "الهدف مش مجرد علاج أمراض، لكن تحسين جودة حياة كل نزيل. إحنا بنتعامل مع كل حالة كقصة مستقلة لها احتياجاتها النفسية والجسدية."
متابعة طبية دقيقة.. واستجابة فورية
يخضع النزلاء لفحوصات طبية دورية دقيقة، تشمل متابعة الأمراض المزمنة وقياس العلامات الحيوية، مع وجود فريق طبي مؤهل للتدخل السريع في أي طارئ صحي.
كما يتم التنسيق المستمر مع مستشفيات وزارة الصحة لتوفير الأدوية والرعاية المتخصصة، بما يضمن حصول كل نزيل على حقه في العلاج والمتابعة.
العلاج الطبيعي والتأهيل الحركي.. لاستقلال أكبر
يهتم المركز بتقديم برامج علاج طبيعي وتأهيل حركي مصممة حسب حالة كل نزيل، بهدف الحفاظ على اللياقة الجسدية، وتقليل المضاعفات الناتجة عن التقدم في العمر أو الإعاقات الحركية المصاحبة للإعاقة الذهنية.
تُنفّذ هذه الجلسات في قاعات مخصصة مزوّدة بالأجهزة، ويشرف عليها فريق من المتخصصين.
دعم نفسي يعيد بناء الداخل
الجانب النفسي هو حجر الزاوية في فلسفة الرعاية بالمركز. يتم تنظيم جلسات فردية مع أخصائيين نفسيين لمساعدة النزلاء على التعبير عن مشاعرهم، والتعامل مع القلق أو الانسحاب الاجتماعي.
كما تُعقد جلسات جماعية تشبه الحلقات الحوارية، يتحدث فيها النزلاء ويشاركون تجاربهم اليومية، ما يخلق بينهم روابط إنسانية قوية ويعزز الإحساس بالأمان والانتماء.
يقول الدكتور أحمد سيد: "كتير من الناس دول عاشوا فترات طويلة من التهميش أو الإهمال… الدعم النفسي هنا بيرجع لهم إحساسهم بنفسهم، وبيخليهم جزء فعّال من الحياة اليومية."
صحة الجسد تبدأ من راحة النفس
من خلال هذه المنظومة الصحية والنفسية، لا يكتفي المركز بحماية النزلاء من الأمراض، بل يعيد بناءهم من الداخل، ويمنحهم فرصة حقيقية ليعيشوا حياة كريمة يشعرون فيها بالأمان والثقة.
ما يُقدمه المركز من رعاية شاملة يعكس نموذجًا حقيقيًا لدعم الدولة للفئات الأكثر احتياجًا، ليس فقط بتوفير مكان للإقامة أو خدمات أساسية، بل ببناء منظومة إنسانية وصحية متكاملة تعيد لهؤلاء الرجال ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم حياة أكثر استقرارًا وكرامة. إنها رسالة واضحة مفادها أن الاهتمام يبدأ من الداخل، من الجسد والنفس معًا.













