موافقة حماس على خطة ترامب… خطوة استباقية قد تفتح أفق إنهاء الحرب

تقارير وحوارات

قطاع غزة- الفجر
قطاع غزة- الفجر

 

 

في لحظة فارقة من مسار الحرب على قطاع غزة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبر بيان رسمي موافقتها المشروطة على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

 

وهذه الموافقة لم تأتِ بمعزل عن السياق الإقليمي والدولي، بل جاءت بعد مشاورات داخلية واسعة وفي ظل تهديدات أمريكية وإسرائيلية واضحة، وهو ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تحمل في طياتها بوادر إنهاء حرب استمرت لعامين كاملين.

مهلة ترامب وتهديدات إسرائيل

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد حدد مهلة أولية من 3 إلى 4 أيام أمام حركة حماس للرد على خطته، قبل أن يمددها لاحقًا أربعة أيام إضافية تنتهي يوم الإثنين المقبل. وفي المقابل، لوّحت القناة 12 الإسرائيلية بأن أي رد سلبي من حماس سيُقابل بخطوات عقابية، أبرزها قطع المياه والكهرباء عن مدينة غزة.

تفاصيل رد حماس

بيان الحركة أوضح أن الموافقة جاءت انطلاقًا من "المسؤولية الوطنية وحرصًا على وقف العدوان وحماية حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني"، مؤكدة أنها أجرت مشاورات داخلية معمقة ومع الفصائل الفلسطينية والوسطاء قبل اتخاذ القرار.

وتضمّن الرد الرسمي:

تقدير الجهود الدولية والعربية والإسلامية وجهود ترامب الرامية لوقف الحرب وتبادل الأسرى ورفض احتلال القطاع أو تهجير سكانه.

الموافقة على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال، أحياءً وجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، مع ضمان الظروف الميدانية المناسبة.

الاستعداد للدخول الفوري في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة تفاصيل عملية التبادل.

الموافقة على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) يتم اختيارها بالتوافق الوطني وبدعم عربي وإسلامي.

ربط القضايا الوطنية الكبرى مثل مستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني بإطار وطني جامع يستند إلى القوانين والقرارات الدولية.


أبو عطيوي: خطوة إيجابية واستباقية

قال الكاتب الصحفي ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب بفلسطين، إن موافقة حركة حماس على خطة ترامب تُعد خطوة إيجابية تحمل مؤشرات واضحة على انسجام موقفها مع مواقف الدول العربية والمجتمع الدولي.

وأشار أبو عطيوي إلى أن هذه الموافقة جاءت استباقية وذكية لقطع الطريق على التهديد الصريح والواضح الذي أطلقه ترامب، والذي حدّد يوم الأحد القادم كآخر موعد لتسلّم الرد على خطته.

وأضاف أن الخطوة تضع الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما يبقى القرار النهائي بيد ترامب نفسه، مرجحًا أن يثمّن الرئيس الأمريكي موقف حماس وردها الإيجابي في الإطار العام، بعيدًا عن التفاصيل الشكلية المتعلقة بموعد تسليم الأسرى أو آلية الانسحاب.

ثائر أبو عطيوي 
ثائر أبو عطيوي 

بارقة أمل لغزة

وأكد أبو عطيوي أن موافقة حماس تفتح نافذة أمل جديدة لوقف العدوان، وتمثل بارقة أمل في إنهاء الحرب على قطاع غزة التي استمرت لعامين كاملين وأرهقت الشعب الفلسطيني على مختلف المستويات الإنسانية والسياسية والاقتصادية.

في النهاية التهديدات الأمريكية والإسرائيلية من جهة، ورغبة الوسطاء في تحقيق اختراق سياسي من جهة أخرى، جاءت موافقة حماس كخطوة عملية لإعادة صياغة المعادلة. وبينما يترقب الشارع الفلسطيني والعربي ما إذا كان الموقف الأمريكي والإسرائيلي سيتجه نحو التعاطي مع هذا الرد بجدية، فإن نافذة الأمل بإنهاء الحرب تبقى مفتوحة لأول مرة منذ اندلاعها.