محمود أنور يكتب: متى يجرؤ الأهلي على التغيير؟

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

الأهلي اسم أكبر من أي فرد، وأعظم من أي مجلس إدارة، لكنه في كل مرة يجد نفسه أسيرًا لفكرة “الرمز”، صحيح أن محمود الخطيب أيقونة لن تتكرر، أسطورة حملت شارة الكابتن داخل الملعب ورفعت الكؤوس من فوق منصات التتويج، لكن السؤال الذي لا يجرؤ الكثيرون على طرحه: هل يكفي تاريخ الخطيب ليقود الأهلي في المستقبل؟

محمود الخطيب، بلا شك، رمز لا يُمس وتاريخ لن يُمحى، فقد حقق الكثير كلاعب ورئيس للنادي، وكانت فتراته مليئة بالبطولات والإنجازات، ومع ذلك فإن تقييم المرحلة لا يقتصر على ما تحقق داخل الملعب فقط، فهناك ملفات عالقة لا بد من مواجهتها بجرأة.

الملف المالي يضغط بقوة، في ظل تضخم النفقات وضعف الموارد المستدامة، كذلك ملف التعاقدات أثار علامات استفهام، مع صفقات لم تضف للفريق بالشكل المنتظر، أما الملف الإعلامي فشهد فجوة واضحة في التواصل مع الجماهير، التي أصبحت أكثر وعيًا وأكثر مطالبة بالشفافية.

وفوق كل ذلك، يمر الخطيب بأزمة صحية جعلته يغيب في فترات سابقة عن المشهد، وهو ما يفتح باب التساؤلات: إذا فاز بالانتخابات، فهل سيتمكن من التواجد بشكل كامل في إدارة النادي؟ أم أن الأهلي سيجد نفسه أمام رئيس يغيب من وقت لآخر بسبب ظروف صحية خارجة عن إرادته؟ هذه النقطة وحدها كافية لتعيد التفكير في جدوى الاعتماد على شخص واحد مهما كانت رمزيته.

الجماهير نفسها منقسمة: فريق يرى أن الاستقرار مع الخطيب هو الضمانة الوحيدة لاستمرار النجاحات، وفريق آخر يرى أن التغيير ضرورة حتمية، ليس رفضًا للخطيب بقدر ما هو إيمان بأن الأهلي لا يجب أن يُدار بنفس العقلية لفترات طويلة.

وفي رأيي، هذا الانقسام يعكس جوهر القضية: الأهلي بحاجة إلى فكر جديد، إلى دماء جديدة، وإلى إدارة تنظر للمستقبل بعيون أكثر جرأة.

انتخابات الأهلي المقبلة ليست مجرد سباق على مقاعد مجلس إدارة، بل معركة على هوية النادي، هل سيظل أسير الماضي ورموزه مهما كان حجم الإنجاز؟ أم سيمنح الفرصة لأفكار جديدة قادرة على التعامل مع التحديات الاقتصادية والرياضية والإعلامية التي تطرق الأبواب بقوة؟

إن احترام التاريخ لا يعني أن نبقى رهائن له، والوفاء للرموز لا يعني أن نغلق الباب أمام التغيير، الأهلي يحتاج اليوم إلى ما هو أبعد من بطولة جديدة أو لقب قاري آخر، يحتاج إلى ثورة فكرية تعيد صياغة إدارته بما يليق بمكانته، والجمعية العمومية وحدها تملك القرار: إما أن تختار الأسماء، أو تختار الأفكار.

الأهلي، الذي اعتاد أن يكون رائدًا ومسبقًا لعصره، لا يليق به أن يخشى التغيير، والسؤال يبقى مفتوحًا حتى لحظة الاقتراع: متى يجرؤ الأهلي على التغيير؟