من البداية حتي الآن.. ماذا تعرف عن أسطول صمود؟

تقارير وحوارات

أسطول الصمود - أرشيفية
أسطول الصمود - أرشيفية

 

في مشهد إنساني غير مسبوق منذ أكثر من عقد، أبحر منتصف عام 2025 أسطول الصمود العالمي (Global Solidarity Fleet - GSF) في محاولة جريئة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا.

 

 وجاء الأسطول كمبادرة دولية يقودها المجتمع المدني التونسي، وشارك فيه آلاف النشطاء والحقوقيين والصحفيين من 44 دولة، على متن نحو 47 سفينة تحمل مساعدات غذائية وطبية عاجلة لسكان القطاع المحاصر.

ورغم أن الرحلة الإنسانية واجهت اعتراضات إسرائيلية عنيفة في المياه الدولية، فإن الأسطول نجح في إعادة تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة، وأثار موجة تضامن عالمية واسعة.

مواجهة في عرض البحر

تعرضت سفن الأسطول لهجمات واعتراضات متكررة من البحرية الإسرائيلية، التي استخدمت الزوارق الحربية والمروحيات في عمليات مداهمة واحتجاز. وتم توقيف عدد من السفن، واعتقال عشرات النشطاء من جنسيات مختلفة، بينهم صحفيون وأطباء ومتطوعون في منظمات إغاثية.

ورغم ذلك، تمكنت أول سفينة من الوصول إلى سواحل غزة محمّلة بمساعدات إنسانية، في إنجاز رمزي كبير مثّل انتصارًا معنويًا لقضية كسر الحصار.

تضامن عالمي وردود غاضبة

أثارت ممارسات إسرائيل بحق المشاركين في الأسطول موجة إدانات دولية واسعة، إذ وصفت حكومات كولومبيا وتركيا وماليزيا اعتراض السفن بأنه "عمل عدواني" و"جريمة دولية"، وطالبت بتحقيق أممي عاجل في الانتهاكات الإسرائيلية ضد المتطوعين المدنيين. كما خرجت احتجاجات جماهيرية في عدة عواصم، أبرزها أنقرة وتونس وكوالالمبور ومدريد، تضامنًا مع النشطاء ودعمًا لحق الفلسطينيين في الحرية والكرامة.

رسالة إنسانية تتحدى العزلة

أكد منظمو الأسطول أن هدفهم لم يكن المواجهة العسكرية، بل توجيه رسالة سلام وإنسانية إلى العالم، مفادها أن كسر الحصار حق مشروع وأن التضامن الدولي لا يعرف حدودًا. وقال بيان صادر عن اللجنة المنظمة إن "أسطول الصمود" يمثل ضمير الإنسانية في مواجهة الظلم، داعيًا الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه معاناة سكان غزة.

أبعاد سياسية وإنسانية

يرى مراقبون أن الأسطول نجح في تحويل النقاش الدولي حول حصار غزة من قضية سياسية إلى قضية إنسانية بحتة، بعدما أبرز المعاناة اليومية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع، كما كشف حجم التأييد الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية، رغم محاولات التعتيم الإعلامي والضغوط السياسية الإسرائيلية.

وبينما تستمر إسرائيل في فرض حصارها البحري الصارم، تعهد منظمو المبادرة بمواصلة الجهود لإرسال قوافل جديدة من السفن في الأشهر المقبلة، مؤكدين أن "الصمود لا يُغرقه البحر، بل يُبحر بالأمل نحو الحرية".