هل فتح مفيض توشكي ينقذ السودان من الفيضانات؟

تقارير وحوارات

مفيض توشكي - الفجر
مفيض توشكي - الفجر

 


في خطوة وُصفت بأنها “موقف إنساني وأخوي يعكس عمق الروابط بين الشعبين المصري والسوداني”، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع أنباء تفيد بقيام السلطات المصرية بفتح مفيض توشكى لتصريف كميات ضخمة من مياه نهر النيل، بهدف حماية السودان من الفيضانات المتزايدة نتيجة ارتفاع منسوب النهر وتدفقات المياه القادمة من سد النهضة الإثيوبي.

دعم مصري إنساني واستراتيجي

وقد تفاعل آلاف المستخدمين مع الوسم #تحيا_مصر، مثمنين الخطوة المصرية التي رأوا فيها دليلًا جديدًا على تضامن القاهرة مع الخرطوم في أزماتها، خصوصًا في ظل ما يعانيه السودان حاليًا من كوارث إنسانية بسبب غمر المياه لآلاف المنازل وتشريد المواطنين.
وأكد ناشطون ومحللون أن هذا القرار يأتي امتدادًا للتعاون المشترك بين مصر والسودان في مجال إدارة مياه النيل والتعامل مع الفيضانات، مشيرين إلى أن مفيض توشكى يُعد أحد أهم الممرات المائية التي تلعب دورًا حاسمًا في حماية دول حوض النيل من أخطار ارتفاع المنسوب المفاجئ.

مفيض توشكى.. صمام أمان في وجه الفيضان

يُعد مفيض توشكى واحدًا من أبرز المنشآت المائية العملاقة في مصر، إذ يتجاوز معدل تصريفه 20 مليار متر مكعب من المياه سنويًا. ويُستخدم المفيض لتصريف الفائض من مياه النيل باتجاه منخفضات توشكى في الصحراء الجنوبية الغربية، مما يسهم في تخفيف الضغط على مجرى النهر وحماية الأراضي الزراعية والمناطق السكنية في كل من مصر والسودان.
ويؤكد خبراء أن فتح المفيض في الوقت الراهن يساعد في امتصاص كميات المياه الإضافية القادمة من إثيوبيا عبر سد النهضة، والتي رفعت من منسوب النيل الأزرق بشكل مقلق، خصوصًا بعد الفتح الجزئي لبوابات السد خلال الأسابيع الأخيرة.

غياب التأكيد الرسمي واستمرار التفاعل الشعبي

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الجهات الرسمية المصرية بيانًا يؤكد أو ينفي فتح مفيض توشكى، بينما تواصل صفحات إخبارية وحسابات على مواقع التواصل نشر مقاطع وصور قال أصحابها إنها توثق عملية الفتح.
ويؤكد مراقبون أن خطوة كهذه – في حال صحتها – تعكس عمق التنسيق المصري السوداني في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية وتزايد المخاطر المائية المرتبطة بسد النهضة.

تنسيق مصري سوداني لمواجهة أزمة المياه

ويرى محللون أن مصر تواصل أداء دورها الإقليمي كداعم أساسي لاستقرار السودان، سواء عبر الدعم الإنساني أو من خلال التعاون الفني في مجال إدارة مياه النيل. كما يشيرون إلى أن التنسيق المستمر بين القاهرة والخرطوم في إدارة المفيضات والسدود يُعد عاملًا رئيسيًا في تقليل الأضرار الناتجة عن الفيضانات الموسمية.

قي النهاية فتح مفيض توشكى – سواء تأكد رسميًا أو لم يُعلن بعد – يسلّط الضوء على أهمية الدور المصري في حماية دول حوض النيل من الكوارث المائية، ويؤكد أن القاهرة ما زالت تتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه أمن واستقرار السودان، في مواجهة تدفقات مياه سد النهضة والتحديات البيئية المتزايدة.