الشخصيات السامة.. ألغام اجتماعية تهدد السلام النفسي
الشخصيات السامة.. ألغام اجتماعية تهدد السلام النفسي

لم يعد مفهوم السُمّية مقتصرا على الأطعمة أو المواد الكيميائية بل أصبح يستخدم أيضًا لوصف بعض الأنماط البشرية التي تترك أثرًا مدمرًا على من حولها.
هؤلاء الأشخاص الذين يُطلق عليهم "الشخصيات السامة"، يشبهون الألغام المزروعة في العلاقات، قد يبتسمون في وجهك لكنهم يزرعون بداخلك القلق والتوتر.
كيف نميز الشخصية السامة؟
التعريف البسيط هو أن الشخصية السامة هي من تجعل من حولها يشعرون دائمًا بالاستنزاف، سواء نفسيًا أو عاطفيًا أو حتى جسديًا.
- قد يكون ذلك عبر نقد جارح متواصل.
- أو إشعار الآخرين بالذنب عند أي اختلاف.
- أو خلق دراما ومشكلات لا تنتهي.
وهنا يختلف الخطر: بعضهم قد يؤذي عمدًا، والبعض الآخر قد يتصرف هكذا دون وعي، لكنه يترك نفس النتيجة المؤلمة.

تصنيفات شائعة للشخصيات السامة
- النرجسي: لا يرى إلا نفسه ويسعى للفت الأنظار.
- المتلاعب: بارع في استخدام مشاعر الآخرين لصالحه.
- المنتقد: يبحث عن الأخطاء باستمرار.
- المتشائم: لا يرى في الحياة سوى الجانب المظلم.
- الضحية: يلعب دور المظلوم دائمًا ليتهرب من المسؤولية.
- المسيطر: يريد فرض كلمته في كل صغيرة وكبيرة.
- الغيور: يكره رؤية نجاح الآخرين.
- الدرامي: يعيش على افتعال الأزمات والقصص المبالغ فيها.
تأثير الشخصيات السامة على المحيطين
وجود شخصية سامة في الحياة اليومية يشبه التعرض لتسرب غاز بطيء: لا يُرى لكنه يخنق ببطء.
- نفسيًا: يزرع الشك ويضعف الثقة بالنفس.
- عاطفيًا: يُشعر الفرد بعدم التقدير أو الحب.
- جسديًا: يسبب صداعًا، اضطرابات في النوم، وتوترًا دائمًا.
حلول عملية لمواجهة الشخصيات السامة
الخبراء ينصحون بعدة طرق للتعامل مع هذه الشخصيات:
- الوعي: إدراك أن المشكلة في سلوكهم، لا في ذاتك.
- الحدود: تحديد خطوط حمراء للتعامل.
- الحزم: الرد بوضوح دون انفعال زائد.
- الدعم: البحث عن أشخاص إيجابيين يوازنون الطاقة.
- الانسحاب: أحيانًا يكون الحل في تقليل أو قطع العلاقة نهائيًا.
المجتمع بين الإيجابية الحقيقية والوهمية
من المهم التفريق بين من يقدم دعمًا حقيقيًا، ومن يمارس ما يُسمى بـ "الإيجابية السامة" عبر إنكار المشاعر السلبية وفرض التفاؤل القسري.
فالدعم الحقيقي يعترف بالمشاعر ثم يساعد في تجاوزها، بينما الإيجابية المفرطة قد تزيد من الضغط النفسي.
الشخصيات السامة ليست مجرد صفة بل هي واقع يعيشه الكثيرون في محيط العمل أو الأسرة أو العلاقات الاجتماعية.
التعامل معها بحكمة ليس رفاهية بل ضرورة لحماية الصحة النفسية والعاطفية والاحتفاظ بطاقة إيجابية تمكّننا من مواجهة تحديات الحياة بثبات.