أكثر من 1000 مدني معتقل في اليمن.. مليشيات الحوثي تلاحق أنصار ثورة سبتمبر

تقارير وحوارات

عناصر حوثية_ تعبيرية
عناصر حوثية_ تعبيرية

لم تكتفِ مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بمنع الاحتفالات الشعبية بالذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر، بل عمدت إلى شن حملة قمع واسعة النطاق استهدفت آلاف المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية. 

هذه الاعتداءات، التي شملت اختطافات بالجملة لأكثر من 1063 مدنيًا بينهم أطفال ونساء، تعكس حالة الرعب التي يعيشها الحوثيون من روح سبتمبر الجمهورية التي لا تزال متقدة في وجدان الشعب اليمني.

اختطافات بالجملة من البيضاء إلى صنعاء

البيضاء: اقتحام قرى واعتقال العشرات

شهدت محافظة البيضاء واحدة من أكبر الحملات الحوثية القمعية، حيث وثقت منظمات حقوقية قيام المليشيات باقتحام قرى في مديرية ردمان مثل: النجد، سيلان، سنسل، وفاقع، الذراع، والرقة، واعتقال أكثر من 25 مواطنًا بتهمة إشعال شعلة الثورة. وتم نقل المعتقلين إلى إدارة أمن ردمان وسط ظروف غامضة.

عمران: اختطاف الأطفال لمجرد إشعال الشعلة

في محافظة عمران، صُدم الأهالي بقيام الحوثيين باختطاف 8 أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا من قرية "ذو معفر – المعراضة" بمديرية العشة. السبب لم يكن سوى قيام هؤلاء الأطفال بإيقاد شعلة رمزية في ذكرى ثورة 26 سبتمبر. وحتى اللحظة، لا يزال مصيرهم مجهولًا.

ذمار: حصار القرى وملاحقة المحتفلين

أما في محافظة ذمار، فقد طالت الاعتقالات أكثر من 26 مواطنًا من قرى متفرقة بمديريتي جبل الشرق والحدا، ووفقًا للمصادر، جاء ذلك عقب إشعال الأهالي شعلة الثورة على قمة جبل أحذر. كما فرضت المليشيات حصارًا عسكريًا مشددًا على قرية بيت أبو عاطف لمنع أي مظهر من مظاهر الاحتفال.

صنعاء: مداهمات واعتقال شخصيات عامة

العاصمة صنعاء لم تكن بمنأى عن القمع الحوثي، إذ شنت المليشيات حملات تفتيش في الشوارع واعتقلت مدنيين بشكل عشوائي، بينهم نساء وأطفال. ومن أبرز المختطفين الدكتور أيمن مذكور، الوكيل المساعد السابق لوزارة الصحة، الذي لا يزال مصيره مجهولًا حتى الآن.

أرقام صادمة: أكثر من ألف مختطف

وفقًا لتقارير حقوقية وإعلامية، بلغ عدد المختطفين على يد مليشيات الحوثي خلال أيام قليلة فقط من ذكرى الثورة أكثر من 1063 شخصًا في مختلف المحافظات، بينهم أطفال وطلاب جامعيون وناشطون مدنيون. وتأتي هذه الاعتقالات بعد أسبوع من قيام الحوثيين بخطف 132 مدنيًا من صنعاء وإب.

الرعب من "روح سبتمبر"

تكشف هذه الحملات الحوثية الممنهجة حالة الرعب التي تسيطر على المليشيات من رمزية ثورة 26 سبتمبر التي أسقطت الحكم الإمامي الكهنوتي عام 1962، مجرد رفع العلم الوطني أو إشعال شعلة رمزية كفيل بإدخال الحوثيين في حالة هستيريا جماعية تدفعهم إلى استخدام القوة المفرطة لقمع المواطنين.

ورغم هذه الانتهاكات، خرج آلاف اليمنيين في مدن عدة لإحياء ذكرى الثورة، مؤكدين أن مشروع الولاية الحوثية مرفوض وأن روح سبتمبر لا تزال حية في قلوب اليمنيين.

الاحتفالات تكسر القيود

في المناطق المحررة مثل تعز ومأرب والمخا، احتشد اليمنيون بشكل واسع للاحتفال بالثورة، ورفرف العلم الجمهوري عاليًا في الساحات والشوارع. 

نائب رئيس المجلس الرئاسي اليمني طارق صالح أكد أن الشعب توافد للاحتفال بذكرى ثورته الخالدة في مختلف المحافظات، مضيفًا: "26 سبتمبر ليست مجرد ذكرى، بل روحٌ تتجدد في كل بيت وساحة، لتؤكد أن مشروع الولاية الحوثية لا مكان له في وجدان اليمنيين".

أبعاد سياسية وأمنية

تحركات الحوثيين ضد الاحتفالات الشعبية تكشف خوفهم من اتساع دائرة الرفض الشعبي لمشروعهم الطائفي، فثورة 26 سبتمبر تمثل خطًا أحمر بالنسبة لليمنيين الذين ضحوا بدمائهم للتخلص من حكم الإمامة الاستبدادي، بينما يسعى الحوثيون اليوم لإعادته بثوب جديد.

ويرى محللون أن الاعتقالات الجماعية تهدف إلى ترهيب المواطنين وكسر إرادتهم، لكن نتائجها جاءت عكسية تمامًا، حيث زادت الاحتفالات في المناطق المحررة وتضاعف تمسك اليمنيين بمبادئ الثورة.

المجتمع الدولي أمام اختبار

تثير الانتهاكات الحوثية أسئلة جادة حول دور المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، إذ لا يمكن التغاضي عن اختطاف أطفال ومدنيين لمجرد مشاركتهم في احتفالات وطنية. هذه الممارسات تعد جرائم ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية التعبير والتجمع.

جرائم الحوثيين في ذكرى ثورة 26 سبتمبر تكشف حجم الأزمة التي يعيشها اليمن تحت حكم المليشيات المدعومة من إيران، لكنها في الوقت ذاته تُبرز صمود الشعب اليمني وإصراره على مواصلة النضال من أجل الحرية والجمهورية.
لقد أثبت اليمنيون أن "روح سبتمبر" أقوى من رصاص الحوثي، وأن مشروع الإمامة لن يجد مكانًا في مستقبل اليمن، مهما بلغت أدوات القمع والترهيب.