عن إقامة دولة فلسطينية.. الرئيس الكولومبي: حلم ياسر عرفات يقترب من التحقق

في تصريح لافت يعكس التحولات المتسارعة في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، أكد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو أن حلم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بإقامة دولة فلسطينية بات أقرب من أي وقت مضى. وجاءت تصريحاته في مقابلة مع قناة "الجزيرة مباشر"، حيث شدد على أن الشعب الكولومبي الذي ذاق مرارة العنف والحروب الداخلية لسنوات طويلة، يدرك أكثر من غيره قيمة السلام وضرورة إنهاء دوامة الدماء.
الرئيس الكولومبي لم يتردد في وصف ما يحدث في غزة بجرائم ضد الإنسانية، مؤكدًا أن قصف المدنيين عمل لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة. وأوضح أن الدفاع عن الفلسطينيين ليس مجرد موقف سياسي بل قضية إنسانية تمس ضمير العالم بأسره، وقال: "إنقاذ الفلسطينيين في قطاع غزة هو إنقاذ للإنسانية جمعاء". بهذه الكلمات وضع بيترو القضية الفلسطينية في إطار عالمي، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة.
وفي رسالة مباشرة إلى الشعب الفلسطيني، قال بيترو: "أنتم في قلوبنا ونشاطركم الألم والدموع"، مضيفًا أن بلاده ترفض اتهامات إسرائيل له بمعاداة السامية، مؤكدًا أن التضامن مع الفلسطينيين لا يعني العداء لأي شعب، بل هو موقف أخلاقي ضد العدوان على الأبرياء. كما أعرب عن تقديره لدور دولة قطر في دعم غزة، مشيرًا إلى أنه أبلغ أمير قطر تضامنه مع بلاده في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.
الرئيس الكولومبي طالب كذلك بإصلاح نظام التصويت داخل مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أنه من غير المقبول أن تستمر دولة واحدة بفرض رؤيتها على العالم، في إشارة واضحة إلى استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) مرارًا ضد القرارات الداعمة لحقوق الفلسطينيين.
تصريحات بيترو تعكس انضمام كولومبيا إلى الأصوات الدولية التي باتت أكثر جرأة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. كما أنها تعيد إحياء ذكرى ياسر عرفات، الذي ظل طيلة حياته يناضل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وبينما تتصاعد الدعوات لإنهاء معاناة الفلسطينيين، يبدو أن الحلم الذي حمله عرفات بات يلوح في الأفق، مدعومًا بموجة من التضامن العالمي المتزايد.
بهذا الموقف، يضع الرئيس الكولومبي بلاده في موقع متقدم ضمن القوى الدولية الساعية لإحلال العدل والسلام، ويعيد التذكير بأن القضية الفلسطينية ليست قضية إقليمية فحسب، بل قضية ضمير عالمي سيظل يطالب بتحقيق العدالة حتى يرى الفلسطينيون دولتهم الحرة المستقلة.