واشنطن وكاراكاس على صفيح ساخن.. مواجهة مفتوحة بين أمريكا وفنزويلا تهدد استقرار أسواق الطاقة

تصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما عززت واشنطن وجودها العسكري قرب السواحل الفنزويلية، في خطوة اعتبرتها كاراكاس محاولة مباشرة لتغيير النظام.
الأزمة لم تعد مجرد خلاف حول مكافحة المخدرات، بل تحولت إلى جبهة مواجهة جديدة بين المعسكرين الغربي (بقيادة أمريكا) والشرقي (بقيادة روسيا والصين).
خلفية الأزمة
واشنطن تتهم حكومة الرئيس نيكولاس مادورو بإدارة شبكات لتهريب المخدرات واستخدامها كغطاء لتمويل أنشطة سياسية واقتصادية مرتبطة بالصين وروسيا.
كاراكاس ترفض الاتهامات وتعتبر أن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة هو إسقاط نظامها الموالي لموسكو وبكين وإعادة هندسة الخريطة السياسية في أمريكا اللاتينية.
التحركات العسكرية
أمريكا نشرت مدمرات بحرية ووحدات جوية قرب فنزويلا، كما هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإسقاط أي طائرة فنزويلية تقترب من قواته.
فنزويلا أعلنت التعبئة العامة ورفعت جاهزية قواتها، واعتبرت أن "ذريعة مكافحة المخدرات" مجرد غطاء لتدخل عسكري يستهدف تغيير النظام.
البعد الجيوسياسي
الأزمة تعكس صراع نفوذ أوسع:
واشنطن تسعى لتقليص حضور روسيا والصين في أمريكا اللاتينية، التي تعتبرها مجال نفوذ تقليدي لها.
موسكو وبكين تساندان مادورو سياسيًا واقتصاديًا، عبر استثمارات في قطاع النفط وصفقات عسكرية، ما يجعل فنزويلا نقطة تماس في المواجهة بين الشرق والغرب.
تأثيرات على سوق النفط
فنزويلا، رغم العقوبات والانكماش الاقتصادي، ما تزال تملك واحدًا من أكبر احتياطيات النفط في العالم. الأزمة أدت إلى:
تعطيل جزء من الإنتاج النفطي بعد انسحاب شركات أجنبية.
ارتفاع أسعار النفط عالميًا نتيجة المخاوف من اتساع نطاق الصراع.
إعلان كاراكاس رفع أسعار البنزين محليًا بنسبة 50% لتعويض العجز في الإيرادات.
فرض واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 25% على أي دولة تشتري النفط الفنزويلي، ما زاد الضغوط على صادرات كاراكاس.
انعكاسات إقليمية ودولية
إقليميًا: أي حرب مفتوحة ستنعكس على استقرار أمريكا اللاتينية، خصوصًا الدول المجاورة مثل كولومبيا والبرازيل التي قد تواجه موجات نزوح.
دوليًا: اضطراب أسواق الطاقة سيضغط على الاقتصادات الكبرى، خاصة في أوروبا وآسيا التي تعتمد على استقرار الإمدادات النفطية.
سياسيًا: الأزمة قد تُعيد رسم خريطة التحالفات في القارة اللاتينية، بين دول مؤيدة لواشنطن وأخرى تميل إلى محور موسكو-بكين.
في النهاية المواجهة بين الولايات المتحدة وفنزويلا لم تعد مجرد أزمة ثنائية، بل باتت جزءًا من الصراع العالمي بين الشرق والغرب. ومع استمرار العقوبات والتصعيد العسكري، يظل خطر الانزلاق إلى مواجهة أوسع قائمًا، بما قد يترك أثرًا عميقًا على أسواق الطاقة واستقرار الإقليم.