بعد رحيل كلوديا كاردينالي.. علاقة مميزة بعمر الشريف وسر تكريمها بجائزة فاتن حمامة
رحلت عن عالمنا النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي عن عمر ناهز 87 عامًا، لتترك وراءها إرثًا سينمائيًا عالميًا حافلًا بالأعمال الخالدة. وقد أعلنت وسائل الإعلام الفرنسية خبر الوفاة، مشيرة إلى أن الفنانة التي ولدت ونشأت في تونس لعائلة صقلية الأصل، بدأت رحلتها مع الشهرة منذ عام 1957 حين فازت بمسابقة جمال هناك، وهو الفوز الذي منحها فرصة حضور مهرجان فينيسيا السينمائي، فاتحةً بذلك الباب أمام مسيرة فنية استثنائية.
مسيرة فنية عالمية
دخلت كاردينالي عالم السينما من أوسع أبوابه، حيث برزت في أعمال شكلت علامات بارزة بتاريخ الفن السابع. فقد لمع نجمها في فيلم "½8" للمخرج الإيطالي فيديريكو فيلليني عام 1963، كما شاركت في بطولة فيلم "الفهد" (The Leopard) أمام بيرت لانكستر في العام ذاته، وهو العمل الذي أكد مكانتها كواحدة من أيقونات السينما الأوروبية.
وفي وقت مبكر، تركت بصمتها في فيلم "روكو وإخوته" للمخرج فيسكونتي، كما وقفت أمام جان بول بلموندو في فيلم المغامرة الفرنسي "خرطوش" عام 1963.
علاقة كلوديا كاردينالي بـ عمر الشريف
كانت لمصر نصيب كبير في مسيرة كلوديا كاردينالي، إذ ارتبطت بعلاقة خاصة بالنجم العالمي عمر الشريف، تجاوزت حدود التعاون الفني لتصبح صداقة إنسانية عميقة. وقد جمعهما فيلم "جحا" عام 1958، وهو عمل تونسي-فرنسي كان بمثابة انطلاقة مهمة لمسيرتها، بينما مثّل لعمر الشريف أول بطولة سينمائية له.

ومنذ تلك اللحظة، توطدت علاقتها بالسينما المصرية والجمهور المصري الذي أحب حضورها وأسلوبها العفوي، وكانت كاردينالي دومًا تصف الشريف بأنه "رجل لطيف ورائع"، مؤكدة أن علاقتها به كانت ركيزة أساسية في حياتها الفنية والإنسانية.
علاقة خاصة بمصر والجمهور المصري
لم تقتصر صلتها بمصر على الشاشة فقط، بل انعكست أيضًا في زياراتها المتكررة التي حرصت خلالها على زيارة الأهرامات ومعالم القاهرة التاريخية، وأبدت في أكثر من مناسبة تقديرها العميق للتراث الثقافي المصري.

وقد تركت انطباعًا خاصًا لدى الأجيال المصرية، بفضل بساطتها وتواصلها بلغتهم ولهجتهم، مما عزز مكانتها لدى الجمهور.
جائزة فاتن حمامة التقديرية
وفي اعتراف بمكانتها الفنية ودورها في إثراء السينما العالمية، كرّم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي النجمة الراحلة في دورته الـ37، حيث حصلت على جائزة فاتن حمامة التقديرية.

وقد اعتُبر هذا التكريم بمثابة رسالة تقدير من مصر لنجمة عالمية لطالما عبّرت عن حبها للجمهور المصري وعلاقتها القوية بالوسط الفني، فضلًا عن مساهماتها في إعلاء قيمة السينما كفن إنساني جامع.