زيادة جديدة.. أسعار السجائر اليوم في مصر بجميع الأنواع 24 سبتمبر 2025

رغم أنّ السجائر تُعد من أبرز مسبّبات الأضرار الصحية التي تطال ملايين المدخنين، بل وحتى غير المدخنين المتأثرين بالتدخين السلبي، فإنها في الوقت ذاته تمثّل أحد الأعمدة الاقتصادية التي ارتبطت بتاريخ الدولة المصرية. فقد شكّلت صناعة السجائر والتبغ أحد محاور التأميم في ستينيات القرن الماضي، حين تأسست شركة النصر للدخان والسجائر بعد تأميم شركة "كوتاريللي" الأجنبية، لتطرح منتجات مثل نفرتيتي وفلوريدا قبل اندماجها في الكيان الأكبر المتمثل في الشركة الشرقية للدخان.

ورغم اختفاء اسم "النصر" ككيان مستقل، فإن إرثها ما زال حاضرًا ضمن البنية الأساسية للصناعة التي تقودها "الشرقية للدخان" حتى اليوم، باعتبارها المنتج الأكبر والمهيمن على السوق المحلي، وواحدة من أهم الكيانات التي تدر دخلًا كبيرًا لخزانة الدولة عبر الضرائب والرسوم المختلفة.

استقرار نسبي في الأسواق بعد تعديلات متتالية

تشهد أسعار السجائر في مصر اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 حالة من الاستقرار النسبي بالأسواق، وذلك بعد سلسلة من التعديلات الطفيفة التي جرت خلال الأسابيع الماضية نتيجة زيادة ضريبة القيمة المضافة وارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن.

ويتابع المستهلكون والتجار أسعار السجائر بشكل يومي، نظرًا لاختلافها بين الأنواع المحلية والمستوردة، فضلًا عمّا تفرضه شركات التوزيع من سياسات تسعير جديدة بين الحين والآخر. ويعد هذا القطاع من أكثر القطاعات خضوعًا لرقابة وزارة المالية والأجهزة المعنية، بهدف ضمان الالتزام بالأسعار الرسمية ومنع أي محاولات استغلال أو مضاربة، خصوصًا مع ارتفاع الطلب على المنتجات المحلية والأجنبية معًا.

أسعار السجائر المحلية اليوم

تواصل منتجات الشركة الشرقية للدخان، وفي مقدمتها علامة كليوباترا الشهيرة، تصدّر المبيعات في السوق المصرية بفضل أسعارها الأقل مقارنة بالأنواع الأجنبية.

وفيما يلي أسعار السجائر المحلية في المحلات المصرية اليوم:

أسعار السجائر الأجنبية اليوم

أما بالنسبة للأنواع الأجنبية، فهي تشهد أسعارًا أعلى بفارق كبير مقارنة بالأنواع المحلية، وهو ما يضعها ضمن شريحة مختلفة من المستهلكين، وغالبًا ما تتأثر هذه الأسعار بتغيرات العملة الأجنبية وكلفة الاستيراد.

وفيما يلي أحدث أسعار السجائر الأجنبية اليوم:

بين الصحة والاقتصاد: معضلة مستمرة

ورغم الارتفاعات المتكررة في الأسعار، فإن الطلب على السجائر لا يزال مرتفعًا، وهو ما يثير جدلًا متواصلًا بين الاعتبارات الصحية والاقتصادية. فمن جهة، تُظهر الإحصاءات أن نسب التدخين بين البالغين في مصر من بين الأعلى في المنطقة، وهو ما ينعكس سلبًا على الصحة العامة ويزيد من أعباء المنظومة الطبية. ومن جهة أخرى، تُعد عائدات الضرائب المفروضة على صناعة التبغ من أبرز موارد الدولة المالية، حيث تمثل نسبة ملحوظة من حصيلة الإيرادات الضريبية السنوية.

جهود متواصلة لحماية الأسواق

تواصل أجهزة وزارة الداخلية تكثيف حملاتها الأمنية لضبط الأسواق وحماية جمهور المستهلكين من محاولات التلاعب، حيث تشهد السوق المصرية محاولات متكررة لتهريب وتداول السجائر مجهولة المصدر بعيدًا عن القنوات الرسمية، وهو ما يؤدي إلى انتشارها في السوق السوداء وحرمان الدولة من حصيلتها الضريبية.

ضبط واقعتين لتهريب السجائر بالإسكندرية وأسيوط

نجحت أجهزة وزارة الداخلية في توجيه ضربتين جديدتين لمحاولات تهريب السجائر إلى السوق السوداء، حيث تمكنت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية بالتنسيق مع قطاع الأمن العام من ضبط سائقين يستقلان سيارة ميكروباص بدائرة قسم شرطة برج العرب وبحوزتهما أكثر من 43 ألف عبوة سجائر مجهولة المصدر اعترفا بحيازتها بقصد إعادة بيعها، كما تمكنت أجهزة الأمن في محافظة أسيوط من ضبط عاملين بدائرة مركز شرطة الفتح وبحوزتهما أكثر من 107 آلاف عبوة سجائر دون فواتير اعترفا كذلك بحيازتها بغرض الاتجار غير المشروع، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في الواقعتين وإحالة المتهمين للتحقيق.

الدولة في مواجهة السوق السوداء

تعكس هذه الوقائع حجم التحديات التي تواجهها الدولة في ملف السجائر، حيث تُعد السوق السوداء بيئة خصبة لتداول المنتجات المهربة أو مجهولة المصدر، الأمر الذي يشكّل تهديدًا مزدوجًا يتمثل في الإضرار بحقوق المستهلكين من ناحية، وإهدار حقوق الدولة المالية من ناحية أخرى.

وتؤكد وزارة الداخلية أنها مستمرة في شن حملات مكثفة لضبط مثل هذه المخالفات، وذلك في إطار خطة أوسع لإحكام الرقابة على الأسواق ومكافحة أي أنشطة غير مشروعة تسعى للإضرار بالاقتصاد الوطني.

توقعات الفترة المقبلة

يرجح خبراء السوق أن تواصل أسعار السجائر اتجاهها نحو الزيادة التدريجية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع التوجه الحكومي لرفع الضرائب الخاصة بالتبغ ضمن خطط تعزيز الإيرادات. كما أن استمرار ارتفاع تكاليف الاستيراد والشحن قد يدفع الشركات الأجنبية إلى تعديل أسعار منتجاتها بشكل أكبر.

ومع هذا، تظل الشركة الشرقية للدخان اللاعب الأهم في السوق المحلي، إذ تهيمن على الحصة الأكبر من المبيعات وتوفر بدائل بأسعار أقل من الأنواع الأجنبية، ما يجعلها الخيار الأول للغالبية العظمى من المدخنين في مصر.