قصر العيني يحتفل باليوم العالمي لسلامة المريض

برعاية الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، وبإشراف الدكتور حسام حسني، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة القاهرة، شهدت قاعة المؤتمرات الكبرى بالكلية فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المريض، والذي نظم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمركز المصري لاعتماد الرعاية الصحية (GAHAR)، على مدار يومي 22 و23 سبتمبر 2025، تحت شعار:
"Safety First: A Collaborative Journey Towards Safer Hospitals".
وشارك في الفعاليات وكلاء الكلية، نواب المدير التنفيذي، قيادات من وزارة الصحة، ممثلو هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، مديري المستشفيات، رؤساء الأقسام، ونخبة من كبار الأساتذة والخبراء الطبيين.
الطب مسؤولية إنسانية
في كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور حسام صلاح مراد أن هذا اليوم يمثل وقفة للتأمل في جوهر ممارسة الطب باعتباره مسؤولية إنسانية سامية، مشددًا على أن سلامة المريض ليست مجرد شعار بل هي التزام جماعي يشمل مقدم الخدمة الطبية وكل فرد له دور إداري أو خدمي. وأشار إلى أن القسم الطبي الذي يؤديه الطبيب يضع المريض في صدارة الاهتمام، لافتًا إلى أن الاعتماد الطبي وحوكمة الجودة أصبحا ضرورة وطنية وليسا ترفًا.

وأوضح أن الأبحاث تؤكد أن نحو 16٪ من الأضرار القابلة للتجنب تعود لأخطاء في التشخيص، بينما يمكن لتطبيق ممارسات التعقيم ومكافحة العدوى أن يقلل العدوى المكتسبة داخل المستشفيات بنسبة تصل إلى 50٪، وهو ما يلقي مسؤولية مباشرة على جميع أفراد المنظومة الصحية لضمان بيئة علاجية آمنة تعزز ثقة المريض بالنظام الصحي.
دور الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية
من جانبه، استعرض الدكتور أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، الجهود الوطنية في مجال سلامة المرضى، مؤكدًا أن مواجهة جائحة كورونا كانت اختبارًا حقيقيًا عزز التعاون الوثيق بين قيادات القطاع الصحي، وفي مقدمتهم الدكتور حسام صلاح والدكتور حسام حسني. وأشاد بقيادة جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد سامي عبد الصادق، وبالدور البارز لقصر العيني في دعم تطوير القطاع الصحي.
وعرض عددًا من الإحصائيات الدولية التي تكشف خطورة القضية، إذ تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى وقوع أكثر من 134 مليون حادث ضار سنويًا في مستشفيات الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، ينتج عنها نحو 2.6 مليون وفاة يمكن تفاديها. كما أن واحدًا من كل عشرة مرضى معرض لخطر الضرر أثناء تلقي الرعاية الصحية.
وأكد أن مصر تمضي قدمًا في مشروع التأمين الصحي الشامل الذي يجعل "الرعاية الآمنة" ركيزة أساسية، داعيًا إلى زيادة البحوث التطبيقية في مجالات مكافحة العدوى وسلامة العمليات الجراحية. وأضاف أن العدوى المكتسبة مسؤولة عن 7٪ من الوفيات عالميًا وتصل إلى 15٪ في الدول منخفضة الدخل، مشددًا على أن الهيئة وضعت معايير وطنية لسلامة المرضى استنادًا إلى أحدث المرجعيات الدولية وبما يتناسب مع الواقع المصري.
تكامل الجهود بين الجامعات والقطاعات
في كلمته، أكد الدكتور عمر الشريف، الأمين العام للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، أن سلامة المريض لا تتحقق بجهود فردية بل من خلال تكامل جميع التخصصات والقطاعات داخل المستشفيات. وأوضح أن هناك ثلاث مجموعات رئيسية من المستشفيات: الجامعية الحكومية، الجامعية الخاصة، والمستشفيات المنتسبة، مثل معهد الرمد، والتي يجب أن تعمل بشكل متكامل لدعم سلامة المرضى.

وأشار إلى أن ثقافة سلامة المريض يجب أن تكون جزءًا من منظومة الجامعات كافة، مشيدًا بالدور الفاعل لهيئة الاعتماد والرقابة الصحية في دعم هذا التوجه خطوة بخطوة، ومؤكدًا أهمية استمرار التنسيق بين الهيئات المختلفة لتقديم رعاية شاملة ذات معايير آمنة.
رؤية منظمة الصحة العالمية
من جانبه، شدد الدكتور نعمة العبد، ممثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، على أن سلامة المرضى هي الأساس منذ اللحظة الأولى لتقديم الخدمة، موضحًا أنها ليست عنصرًا إضافيًا للرعاية الصحية، بل جوهرها وسبب استدامتها.
وأشار إلى أن الاستثمار في صحة الأم والطفل يعد استثمارًا في التنمية البشرية، موضحًا أن كل دولار يُستثمر في صحة الأمهات في إقليم شرق المتوسط يحقق عوائد اقتصادية تتراوح بين 9 و20 دولارًا أمريكيًا. وأشاد بالتحول الذي يشهده النظام الصحي المصري بموجب قانون التأمين الصحي الشامل رقم 2 لسنة 2018، معتبرًا أنه يمثل نقطة فاصلة في تاريخ الرعاية الصحية المصرية ويعزز الحوكمة والجودة ويتماشى مع المبادرات الرئاسية لصحة المرأة.
التزام قصر العيني بسلامة المريض
أما الدكتور حسام حسني، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة القاهرة، فأكد في كلمته أن سلامة المريض ليست مجرد إجراء تنظيمي، بل التزام أخلاقي وإنساني وعلمي يعكس عمق العلاقة بين الطبيب والمريض. وأشاد بالتعاون المثمر مع منظمة الصحة العالمية وهيئة الاعتماد والرقابة الصحية، مؤكدًا أن مستشفيات جامعة القاهرة ستظل صرحًا رائدًا في بناء منظومة صحية قائمة على الثقة والجودة والشفافية.
ختام الاحتفالية ورسائل المستقبل
وقد أدارت فعاليات اليوم الدكتورة رباب مأمون سلامة، مدير المكتب التنفيذي للجودة وتطوير الرعاية الصحية للمستشفيات، التي أكدت في كلمتها الختامية أن ما شهدته الاحتفالية من كلمات وخبرات مطروحة يعكس التزامًا وطنيًا متجددًا تجاه وضع المريض في صدارة الأولويات. وأضافت أن سلامة المريض مسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع، من القيادات والأطباء إلى الفنيين والإداريين، بما يضمن استمرار تطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.
