تقارير: حزب الله يستعد لاحتمال صراع داخلي في لبنان
كشفت تقارير إعلامية لبنانية أن استعدادات حزب الله في الآونة الأخيرة لا تقتصر على المواجهة العسكرية مع إسرائيل على الجبهة الجنوبية، بل تشمل أيضًا التحضير لاحتمال اندلاع صراع داخلي، في ظل تصاعد الضغوط المطالبة بتسليم سلاحه.
وبحسب المصادر، كثّف الحزب خلال الأشهر الماضية تدريباته العسكرية في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، ووسع من انتشار مخازن الأسلحة والذخيرة في عدد من القرى والبلدات، في خطوات وُصفت بأنها إجراءات احترازية لمواجهة أي اضطرابات سياسية أو أمنية داخلية محتملة.
وكان الأمين العام لحزب الله قد أكد في تصريحات سابقة أن مسألة سلاح الحزب تُعد "قضية حياة أو موت" بالنسبة لعناصره، فيما يرى محللون أن الانقسام السياسي الحاد والأزمة الاقتصادية العميقة، إلى جانب الخلافات حول منصب الرئاسة والإصلاحات، قد تدفع الحزب لاستخدام قوته العسكرية كورقة ضغط داخلي، وهو ما يعيد إلى الأذهان أحداث 7 أيار/مايو 2008 حين لجأ الحزب إلى استعراض قوته المسلحة في الشارع.
التقارير أشارت أيضًا إلى أن الحزب يعمل على إعادة هيكلة تنظيمه الداخلي عبر تعيين قادة جدد، وتعزيز قدراته التقنية من خلال تطوير طائرات مسيرة محليًا لتقليل اعتماده على الإمدادات الإيرانية، إلى جانب خطوات لإعادة تنظيم وضعه المالي وتوسيع نفوذه السياسي استعدادًا للانتخابات البرلمانية المقررة في 2026.
ويحذر مراقبون لبنانيون وإقليميون من أن أي استخدام داخلي للسلاح قد يفاقم الانقسامات، ويقوض ما تبقى من مؤسسات الدولة، خصوصًا الجيش اللبناني الذي يُنظر إليه باعتباره الضامن الأخير للوحدة الوطنية. ويرى هؤلاء أن تحضيرات حزب الله تتجاوز حسابات المواجهة مع إسرائيل، وتشمل بناء توازن قوى داخلي قد يعيد لبنان إلى أجواء الحرب الأهلية.