تحركات سياسية ودبلوماسية.. آخر تطورات الأوضاع في السودان

تقارير وحوارات

رئيس الوزراء السوداني
رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس بالرياض - الفجر

 


في مشهد تتداخل فيه الأبعاد السياسية والإنسانية والميدانية، شهدت الساحة السودانية ليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 سلسلة من التطورات البارزة التي تعكس حجم التعقيدات الراهنة التي تمر بها البلاد.


فمن تصاعد الأزمة الإنسانية في دارفور مع تفشي وباء الكوليرا، إلى استمرار المعارك والغارات الجوية في نيالا والفاشر، مرورًا بالانقسامات داخل الحركات المسلحة، وصولًا إلى التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية الرامية إلى دفع عملية السلام، تواصل الأحداث السودانية رسم لوحة مليئة بالتحديات.

وفي خضم هذه المشهدية المعقدة، تترقب الأوساط المحلية والدولية الوضع الصحي لرئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس بعد تعرضه لوعكة طارئة، ما يضيف بعدًا جديدًا لحالة الترقب وعدم اليقين في البلاد.

 

العدالة وحقوق الإنسان:


التقى وزير العدل عبد الله درف مع اللجنة القانونية لمناصرة ضحايا الانتهاكات في غرب دارفور، مؤكدًا أن الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات تُصنّف كجرائم إبادة جماعية غير مسبوقة. الوزير شدد على أهمية تفعيل المجتمع المدني وإيصال الانتهاكات للعالم، مع تكريس سيادة حكم القانون وملاحقة الجناة عبر المنظمات القضائية الدولية.

الأوضاع الإنسانية:


كشفت منظمة الهجرة الدولية عن عودة نحو 815 ألف شخص إلى الخرطوم من أصل 2.2 مليون نازح، بعد تحسن الأوضاع نسبيًا. في المقابل، أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 18 شخصًا واختطاف 14 آخرين بينهم 3 فتيات من أطراف الفاشر.

التطورات الميدانية:


قيادة قوات المحور الغربي في الأبيض أكدت جاهزية قوات الجيش وانضباطها العالي، رافضة أي استفزازات أو حملات تضليلية. كما نجحت قوات الدفاع الجوي بالفرقة الخامسة مشاة "الهجانة" في إسقاط مسيّرة استراتيجية للمتمردين بنيالا. بالتوازي، شن الطيران الحربي غارات دقيقة على مواقع الدعم السريع داخل مدينة نيالا.

دارفور – تحديات ومخاطر:


شهدت دارفور موجة جديدة من الفوضى مع هروب واغتيالات طالت قيادات موالية للمليشيات، فيما طالبت قوى محلية بإنهاء الحصار عن الفاشر. المنسقية العامة لمخيمات النازحين أعلنت ارتفاع وفيات الكوليرا إلى 500 حالة منذ يونيو، مع تسجيل أكثر من 12 ألف إصابة، ما فاقم الأزمة الصحية في الإقليم.

المواقف السياسية:


فجّرت حركة تحرير السودان/المجلس الانتقالي بقيادة صلاح الدين رصاص جدلًا واسعًا بإعلانها رفض بيان الرباعية الدولية، مؤكدة أنه لا تفاوض مع المليشيا المتهمة بجرائم حرب وتطهير عرقي. الحركة وصفت إعلان المليشيا حكومة في نيالا بأنه "فزاعة سياسية"، وأكدت أن الفاشر ستتحول إلى "مقبرة للمليشيا".
في السياق ذاته، أعلن اللواء بشارة "إنكا" انشقاقه عن حركة العدل والمساواة وانضمامه إلى مناوي، في خطوة اعتُبرت ضربة لصفوف الحركة.

تصريحات بارزة:


رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل دعا قيادة الجيش إلى قبول خطة الحل التي قدمتها الرباعية واحترام التزامات اتفاقيتي جدة والمنامة.
أما رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، فقد وجّه تحذيرات قوية ضد الدعوات لانفصال دارفور، مؤكدًا أن الإقليم "قلب السودان" ووحدته خط أحمر.

الملف الصحي لرئيس الوزراء:


أفادت مصادر إعلامية أن رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، نُقل إلى مستشفى متخصص في الرياض بعد إصابته بتسمم غذائي، وحالته تحت المراقبة الطبية الدقيقة، في انتظار بيان رسمي.


الإقليم والدبلوماسية

علاقات السودان الخارجية:
أعلن عن تنظيم ملتقى رجال الأعمال بين السودان ومصر في نوفمبر المقبل بتوجيهات من قيادتي البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.

الموقف العربي:


مجلس الوزراء السعودي جدد دعمه للبيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة بشأن السودان، مؤكدًا أن الهدف هو استعادة الأمن والسلام وإنهاء المأساة الإنسانية.

القضايا الدولية:


تسريبات إعلامية أفادت بأن إسرائيل قدمت لسوريا مقترحًا لاتفاقية أمنية تتضمن تقسيم دمشق، وسط رفض سوري واسع.
في المقابل، أعلنت منظمة اليونسكو عن سرقة أكثر من 4 آلاف قطعة أثرية من المتاحف السودانية والخرطوم، ما يعكس حجم الفوضى الأمنية التي خلّفتها الحرب.