خبير تربوي يوضح أوجه التشابه والاختلاف بين الثانوية العامة ونظام البكالوريا في القبول الجامعي
قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، إن هناك تقاربًا واضحًا بين نظام الثانوية العامة التقليدي ونظام البكالوريا الذي يجري تطبيقه بشكل تدريجي، موضحًا أن كليهما يؤدي في النهاية إلى فتح أبواب القبول في الجامعات المصرية مع اختلاف بعض التفاصيل في مسارات الالتحاق بالكليات والتخصصات.
وأكد أن الهدف الأساسي من النظامين واحد، وهو إتاحة الفرصة أمام الطلاب للالتحاق بالتعليم العالي وفق قدراتهم العلمية وميولهم، سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة أو الأهلية أو حتى في الكليات والمعاهد العليا، بشرط استيفاء متطلبات كل مسار.
وأوضح شوقي أن أوجه الشبه بين النظامين كبيرة ومتعددة، فكل منهما يتيح القبول بالكليات العسكرية متى استوفى الطالب الشروط المحددة لذلك، كما يفتحان المجال أمام الالتحاق بالكليات المتخصصة المرتبطة بطبيعة الشعبة الدراسية أو المسار الذي اختاره الطالب.
فعلى سبيل المثال، يسمح النظامان لطلاب العلمي علوم أو مسار الطب وعلوم الحياة بالتقدم إلى كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والعلوم، بينما يقتصر الالتحاق بكليات الهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعي على طلاب العلمي رياضة أو مسار الهندسة وعلوم الحاسب.
كذلك يتيح كلا النظامين لجميع الشعب أو المسارات الالتحاق بكليات عامة وغير تخصصية مثل الآداب والحقوق والإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية ودار العلوم والتربية والبنات والآثار، مع الإشارة إلى أن بعض الأقسام داخل هذه الكليات قد تشترط معايير إضافية للقبول.
كما يشترك النظامان في أن الطالب يستطيع، وفق مجموعه، الالتحاق بالجامعات الحكومية أو التوجه إلى الجامعات الخاصة والأهلية والمعاهد العليا في حال عدم حصوله على المجموع المطلوب للجامعات الحكومية.
وأضاف الخبير التربوي أن الاختلافات بين الثانوية العامة والبكالوريا تبرز بشكل أوضح في بعض الكليات التي تتطلب شروطًا خاصة أو تحدد مسارًا محددًا للقبول. فكلية الألسن على سبيل المثال، يشترط نظام البكالوريا أن يكون المتقدم من مسار الآداب والفنون وأن يكون قد درس لغة أجنبية ثانية، بينما تظل الكلية في نظام الثانوية العامة متاحة أمام جميع الشعب دون هذا القيد.
أما كلية التجارة فالوضع معكوس بعض الشيء، إذ تبقى متاحة لجميع الشعب في الثانوية العامة، لكنها في نظام البكالوريا تقتصر على معظم المسارات باستثناء مسار الآداب والفنون. وأوضح شوقي أن بعض الكليات مثل الفنون الجميلة أو التربية أو الآداب تستقبل طلاب جميع الشعب أو المسارات في كلا النظامين، لكن نوعية التخصص الذي يلتحق به الطالب داخل هذه الكليات تختلف تبعًا للشعبة أو المسار الدراسي الذي اختاره، وهو ما يمنح مرونة أكبر في توجيه الطلاب نحو التخصصات التي تناسب دراستهم السابقة.
وأكد الدكتور تامر شوقي أن هذه الفروق والتشابهات تعكس سعي وزارة التربية والتعليم إلى تنويع المسارات التعليمية بما يواكب التطورات العالمية ويرتبط باحتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى أن نظام البكالوريا يمثل تجربة جديدة تستهدف رفع كفاءة الخريجين وإكسابهم مهارات أوسع، بينما يظل نظام الثانوية العامة، رغم تطوره، هو الأكثر انتشارًا والأقرب لفهم أولياء الأمور.
وختم حديثه بالتأكيد على أن كلا النظامين يفتح أمام الطالب فرصًا متكافئة لدخول التعليم الجامعي متى التزم بمتطلبات كل مسار وحقق المستوى الأكاديمي المناسب.







