مجمع إعلام القليوبية يناقش في ندوة توعوية "منصات التواصل الاجتماعي وصراع القيم والتحولات الأخلاقية"

محافظات

مركز اعلام بنها
مركز اعلام بنها

نظم مجمع إعلام القليوبية ندوة توعوية بعنوان "منصات التواصل الاجتماعي.. صراع القيم والتحولات الأخلاقية" بقاعة مجلس مدينة شبين القناطر برئاسة الدكتورة سلوى أبو العينين، وذلك في إطار استراتيجية قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات لتعزيز الوعي المجتمعي تجاه مخاطر الاستخدام غير المنضبط لوسائل التواصل الاجتماعي، وتحت إشراف الدكتور أحمد يحيى مجلي رئيس قطاع الإعلام الداخلي.

شهدت الندوة مشاركة الدكتورة هند فؤاد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتورة كريمة إبراهيم الحصري أستاذ الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها، وفضيلة الشيخ عمر محمد قرطام إمام وخطيب بإدارة أوقاف شبين القناطر غرب.

افتتحت اللقاء ريم حسين عبد الخالق مدير مجمع إعلام القليوبية بكلمة أوضحت فيها أن منصات التواصل الاجتماعي اقتحمت تفاصيل حياتنا اليومية دون استئذان، حاملة معها فرصًا جديدة للتواصل والانفتاح، لكنها في الوقت نفسه فرضت واقعًا من الازدواجية القيمية والتحولات الأخلاقية السريعة، حيث خلقت مناطق رمادية بين الصواب والخطأ وبين الخصوصي والعام وبين الحقيقي والمزيف. وأكدت أن الخطر الأكبر يتمثل في تطبيع المحتوى الهابط وجعله مقبولًا لدى الأجيال الجديدة، بما يؤثر على وعيهم وتصوراتهم عن النجاح والجمال والحرية والهوية.

وخلال كلمتها، شددت الدكتورة كريمة الحصري على أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا من تفاصيل حياتنا، ومع انتشار الأجهزة الذكية بات من المستحيل فرض المنع الكامل على استخدام الإنترنت أو وسائل التواصل، مشيرة إلى أن البديل الفعّال هو الحوار والتوعية بين الأهل وأبنائهم، باعتباره السبيل الأنجح لبناء الثقة والحد من المخاطر.

أما الدكتورة هند فؤاد فأكدت أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت نافذة كبرى يطل منها العالم على نفسه، فهي أداة للتعبير ونشر المعرفة لكنها في الوقت ذاته تشكل تحديًا للقيم المجتمعية في ظل غياب الوعي، حيث يمكن من خلال بضعة نقرات صناعة رأي عام أو الترويج لأفكار وممارسات قد تضر بالبنية الأخلاقية للمجتمع. وشددت على أهمية بناء حائط صد فكري وأخلاقي لحماية الشباب من الانجراف وراء هذه التحديات، مع إتاحة مساحة للحوار والتعبير عن الرأي.

ومن جانبه، تحدث فضيلة الشيخ عمر قرطام عن البعد الديني والأخلاقي لاستخدام وسائل التواصل، موضحًا أن الإسلام دين يقدر الكلمة ويحث على حسن استخدامها، فكل ما ينشر عبر هذه المنصات يعد أمانة ومسؤولية سيحاسب عليها الإنسان، داعيًا الشباب إلى تحري الدقة والابتعاد عن نشر الأكاذيب والإشاعات، واستخدام هذه الوسائل بما يخدم قيم الخير والعلم والإصلاح.

أعد وأدار اللقاء ليلى محمد مسعد أخصائي الإعلام بمجمع إعلام القليوبية، مؤكدة أن مثل هذه الفعاليات تمثل رسالة توعوية هامة تستهدف الشباب وتعمل على ترسيخ قيم الحوار والتوازن في مواجهة التحديات الرقمية المتسارعة.