دواء جديد يحقق طفرة في علاج ارتفاع ضغط الدم المزمن

كشفت دراسة دولية حديثة عن دواء مبتكر أثبت فعاليته في خفض ضغط الدم المرتفع المزمن، خاصة لدى المرضى الذين لا تستجيب حالتهم للعلاجات التقليدية.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت عبر صحيفة الجارديان وعُرضت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، أن الدواء الجديد قادر على إحداث انخفاض بمقدار 9 – 10 ملم زئبق في ضغط الدم الانقباضي بعد 12 أسبوعًا من الاستخدام، وهو فارق كبير مقارنة بالدواء الوهمي.
وبحسب الدراسة التي شملت 796 مريضًا من 214 عيادة حول العالم، فقد تمكن نحو 40% من المرضى الذين تناولوا جرعات يومية من الدواء الجديد (1 ملغ أو 2 ملغ) من الوصول إلى مستويات ضغط دم طبيعية، مقارنة بـ 18.7% فقط من متعاطي الدواء الوهمي.
الدراسة أوضحت أن هذا الانخفاض الملحوظ في ضغط الدم يرتبط بـ تراجع كبير في خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب وأمراض الكلى، وهو ما قد يمثل نقلة نوعية في التعامل مع المرض.
آلية عمل الدواء الجديد
يرتكز الابتكار على استهداف هرمون الألدوستيرون، المسؤول عن تنظيم توازن الأملاح والماء في الجسم.
ففي حالات فرط إفراز الألدوستيرون، يحتفظ الجسم بكميات أكبر من الصوديوم والسوائل، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاجات التقليدية.
ويعمل الدواء الجديد على تثبيط إنتاج الألدوستيرون، وبالتالي معالجة السبب المباشر للمرض.
أهمية النتائج عالميًا
يشير الخبراء إلى أن هذا الدواء قد يساعد ما يصل إلى نصف مليار شخص حول العالم يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم، في وقت يُقدر فيه عدد المصابين عالميًا بأكثر من 1.3 مليار شخص، نصفهم لا يتمكنون من السيطرة على ضغط دمهم بالأدوية المتاحة.
البروفيسور برايان ويليامز، رئيس قسم الطب بجامعة كوليدج لندن والباحث الرئيسي بالدراسة، أكد أن هذه النتائج غير مسبوقة، موضحًا: "لم نشهد من قبل انخفاضًا بهذا الحجم في ضغط الدم باستخدام أي دواء في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وهو ما يمثل إنجازًا علميًا كبيرًا."
وتبرز أهمية هذا الاكتشاف بشكل خاص في آسيا والدول ذات الدخل المنخفض، حيث يعيش أكثر من نصف المصابين بارتفاع ضغط الدم، من بينهم 226 مليونًا في الصين و199 مليونًا في الهند.