زيارة كامل إدريس للقاهرة وانقسامات داخلية.. ماذا يحدث في السودان؟

تشهد الساحة السودانية في أغسطس 2025 تطورات متسارعة على المستويين السياسي والأمني، وسط استمرار تداعيات الحرب المندلعة منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع. تتقاطع هذه الأحداث بين تحركات دبلوماسية يقودها رئيس الوزراء الانتقالي البروفيسور كامل إدريس لتعزيز التعاون الإقليمي، وانقسامات داخل الحركات المسلحة، إلى جانب ملفات حساسة تتعلق بالعدالة الانتقالية، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية في الأقاليم.
أول زيارة رسمية لكامل إدريس إلى القاهرة
وصل رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، البروفيسور كامل إدريس الطيب، صباح الخميس، إلى القاهرة في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه المنصب، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي.
رافق إدريس وفد رفيع يضم وزراء الخارجية والثقافة والإعلام والسياحة، إضافة إلى عدد من المستشارين، حيث جرت مباحثات تناولت العلاقات الثنائية، والتعاون الاقتصادي والتجاري، ودور مصر في إعادة إعمار السودان.
خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد الجانبان على وحدة السودان وسيادته، وأهمية استمرار التنسيق الإقليمي والدولي لتحقيق التنمية.
السفير عماد عدوي، سفير السودان بالقاهرة، أوضح أن الزيارة تمثل رسالة تقدير لمصر وتجسيدًا لتوجيهات قيادتي البلدين بتعزيز التعاون، مشددًا على أن القاهرة شريك استراتيجي في مختلف المجالات.
دفعة جديدة من الاستخبارات العسكرية في النيل الأزرق
شهد الفريق أحمد العمدة بادي، حاكم إقليم النيل الأزرق، احتفال تخريج دورة الاستخبارات الأساسية رقم (326) بقيادة الفرقة الرابعة مشاة، بحضور قيادات عسكرية وأمنية وعدلية.
أكد الحاكم أن التدريب هو مفتاح النجاح في مواجهة التحديات الأمنية، مشيدًا بجهود القوات المسلحة في مواجهة التمرد. كما أعلن التزام حكومته باستقبال العائدين من صفوف المتمردين، والاستعداد لإيصال المساعدات إلى المناطق المحررة، واستكمال إجراءات استيعاب المستنفرين ضمن القوات المسلحة.
انقسامات داخل حركة تحرير السودان بقيادة مناوي
أعلنت قيادات بارزة في حركة تحرير السودان، بقيادة مني أركو مناوي، عن عزمها عقد مؤتمر عام خلال 60 يومًا بهدف "تصحيح مسار الحركة".
القيادات المنتقدة اتهمت مناوي باتخاذ قرارات مصيرية، مثل الانحياز في الحرب بين الجيش والدعم السريع، دون الرجوع إلى مؤسسات الحركة، والانخراط في خطاب قبلي وحروب بالوكالة.
كما شددت هذه القيادات على التزامها بوقف الحرب وتحقيق السلام والعودة إلى مسار التحول الديمقراطي.
جدل حول إطلاق سراح عبد الرحيم محمد حسين
أثار الإفراج عن عبد الرحيم محمد حسين، أحد أبرز المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، جدلًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية.
هيئة "محامي الطوارئ" وصفت الخطوة بأنها مؤشر خطير على تعطيل العدالة وحماية رموز النظام السابق، مشيرة إلى أن الإفراج تم دون إجراءات قضائية واضحة، في وقت تستمر فيه اعتقالات ومحاكمات المدنيين والنشطاء في ظروف غير عادلة.
وطالبت الهيئة بإعادة توقيف حسين وبقية المطلوبين، وضمان استقلال القضاء، وتسليم جميع المتهمين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
في النهاية المشهد السوداني الحالي بين مساعٍ دبلوماسية لتعزيز العلاقات الإقليمية، وانقسامات سياسية داخل الحركات المسلحة، وقضايا جدلية تتعلق بالعدالة الانتقالية، في ظل استمرار التوترات الميدانية. هذه التطورات تؤكد أن مسار الاستقرار في السودان لا يزال محفوفًا بتحديات سياسية وأمنية متشابكة.