بالفيديو والصور.. مشاهد مؤلمة من مجاعة غزة

يموت أهالي غزة يوميًا ليس بفعل آليات الحرب والقصف فقط ولكن من الجوع أيضًا، عبر حرب ممنهجة لتجويع الفلسطينيين والقضاء عليهم جوعًا أو قتلًا أو قصفًا، أما جوعًا فقد قدّرت وحدة «كوغات» الإسرائيلية، المسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات، أن الفلسطينيين يحتاجون إلى 2279 سعرة حرارية يوميًا للفرد، وهو ما يعادل نحو 1.8 كيلوغرام من الغذاء يوميًا.
الحد الأدنى لدخول المساعدات الغذائية
اليوم، تطالب المنظمات الإنسانية بحدٍّ أدنى أقل؛ نحو 62 ألف طن من الأغذية الجافة والمعلبة شهريًا لإطعام 2.1 مليون شخص، أي نحو كيلوغرام يوميًا للفرد.
لكن بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) من هذا العام، سمحت إسرائيل بدخول 56 ألف طن فقط، أي أقل من ربع الاحتياجات، حسب بياناتها الرسمية.
حسب «الجارديان»، فإنه رغم الصور التي تنشرها إسرائيل للمساعدات المتكدسة على المعابر، فإن المعطيات الموثقة تكشف أن إسرائيل تتعمد تجويع غزة. ورغم محاولات إلقاء اللوم على «حماس» أو على فشل الأمم المتحدة في التوزيع، فإن «اللجنة المستقلة لمراجعة المجاعة» أكدت أن شحنات الغذاء «غير كافية بدرجة كارثية»، وأن خطط توزيع «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة «تؤدي إلى المجاعة، من دون العنف المحيط بها».
حصار غزة
وفي مارس وأبريل (نيسان)، خضعت غزة لحصار تام. ثم تحت ضغط دولي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منتصف مايو (أيار) استئناف دخول المساعدات. لكن الكميات كانت محدودة جدًا، ولم تكفِ إلا لإبطاء المجاعة، لا وقفها.
وفيما يُستأنف إسقاط المساعدات من الجوّ، رغم كونها وسيلة باهظة الثمن وخطيرة، تستمر إسرائيل وحلفاؤها في تصوير المجاعة كأزمة لوجستية، لا سياسة متعمّدة، فيما تشير منظمات إسرائيلية كـ«بتسيلم»، إلى أن ما يجري هو «سياسة معلنة» لتجويع جماعي.
حصيلة شهداء غزة
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء الفلسطينيين جرّاء الحرب المتواصلة منذ نحو 22 شهرًا تجاوزت 60 ألفًا. وقالت إن نحو 55 في المئة من القتلى هم أطفال ونساء وكبار في السن.
وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع، الثلاثاء، مقتل 30 فلسطينيًا غالبيتهم نساء وأطفال، في غارات شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي على مخيم النصيرات في وسط القطاع، فيما قتل أيضًا 21 شخصًا قرب مراكز توزيع مساعدات، وفق الدفاع المدني.
وبينما تواصل إسرائيل تنفيذ غارات على القطاع، قال الجيش الإسرائيلي إنه "ضرب أهدافًا إرهابية عدة في وسط قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن حصيلة القتلى "لا تتوافق مع المعلومات" التي لديه.
https://www.youtube.com/shorts/EocvLfWatFI
اتهام متبادل بـ "سرقة" المساعدات
أفاد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس، بدخول 109 شاحنات الثلاثاء، لكن "غالبيتها تعرّض لعمليات نهب وسرقة" متهمًا إسرائيل "بتكريس فوضى أمنية بشكل منهجي ومتعمد بهدف إفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها".
وذكر المكتب الإعلامي في غزة بأن القطاع يحتاج يوميًا إلى 600 شاحنة مساعدات ووقود، وهو "الحد الأدنى من الاحتياجات الفعلية لأهم القطاعات الحيوية".
في المقابل، قال مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الثلاثاء، عبر منصة "إكس"، إن إسرائيل سمحت، الاثنين، بـ "دخول 260 شاحنة إضافية، وهي بانتظار جمعها وتوزيعها، إضافة إلى أربعة صهاريج من الوقود".
يأتي هذا فيما جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهام حماس بالتلاعب بأعداد الضحايا ونهب المساعدات الغذائية المخصصة للمدنيين الفلسطينيين، وهي اتهامات ترفضها حماس، وتؤكد أن إسرائيل مسؤولة عنها.
في غضون ذلك، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإسرائيل، متهمًا إياها بالعمل على "تجويع سكان غزة"، فيما اعتبر أن الصور الواردة من القطاع المحاصر والمدمر أسوأ من "المعسكرات النازية".