بعد ترشحه لرئاسة ساحل العاج.. من هو الحسن واتارا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 

أعلن الرئيس الإيفواري الحسن عبد الرحمن واتارا، في 29 يوليو 2025، ترشحه رسميًا لولاية رئاسية رابعة في الانتخابات المقررة في 25 أكتوبر المقبل، في خطوة أعادت الجدل مجددًا إلى الساحة السياسية في ساحل العاج، لا سيما في ظل وعود سابقة منه بعدم الترشح مرة أخرى، واعتماد حملته على التعديلات الدستورية التي أُقرت عام 2016.

ولد واتارا في الأول من يناير 1942 بمدينة ديمبوكرو وسط البلاد، وينتمي إلى شعب ديوالا، أحد المكونات التاريخية لإمبراطورية واتارا في غرب إفريقيا. تلقى تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة، حيث نال درجة البكالوريوس من جامعة دركسل عام 1965، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا بحلول عام 1972.

بدأ مسيرته المهنية في المؤسسات المالية الدولية، حيث شغل مناصب عليا في صندوق النقد الدولي والبنك المركزي لدول غرب إفريقيا، بينها منصب نائب المدير العام في الصندوق ومحافظ البنك المركزي. عاد إلى بلاده ليتولى رئاسة الوزراء من نوفمبر 1990 إلى ديسمبر 1993، وشغل كذلك منصب وزير الاقتصاد والمالية في حكومة الرئيس فيليكس هوفوييت-بوانيي.

في عام 1999، أصبح رئيسًا لحزب "تجمع الجمهوريين"، وتمكن من الفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2010، وسط أزمة سياسية عنيفة مع الرئيس الأسبق لوران غباغبو انتهت بتثبيته في السلطة في مايو 2011. أعيد انتخابه في دورتي 2015 و2020، وسط اعتراضات واسعة من المعارضة على شرعية تمديد فتراته الرئاسية استنادًا إلى تعديلات دستورية اعتبرتها غير مبررة.

حقق واتارا في عهده نموًا اقتصاديًا ملحوظًا، حيث يُتوقع أن تبلغ نسبة النمو في البلاد نحو 6.3% بحلول نهاية 2025، في ظل جهود لتحديث البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية. إلا أن هذه النجاحات لم تُخفف من الانتقادات حول تراجع الحريات السياسية، وتضييق الخناق على الأصوات المعارضة، إلى جانب استمرار القلق من احتمالات العنف المرتبط بالانتخابات.

أنشأت حكومته لجنة للمصالحة والعدالة بعد أزمة 2020–2021، إلا أن مصداقيتها تعرضت لهزات قوية بسبب تأخر نشر نتائجها النهائية وتراجع الثقة الشعبية في فعاليتها.

ترشح واتارا لولاية رابعة يضع البلاد أمام مفترق طرق جديد. فبينما يرى أنصاره في هذه الخطوة استمرارًا للاستقرار والنمو، يرى المعارضون فيها انزلاقًا نحو احتكار السلطة وتقليص فرص التداول السلمي، خاصة بعد استبعاد أبرز الشخصيات المعارضة من السباق.

يبقى مصير الانتخابات المقبلة في ساحل العاج رهينًا بقدرة النخبة السياسية على التوافق وضمان بيئة ديمقراطية عادلة، في ظل مخاوف متزايدة من تصاعد التوترات قبيل يوم الاقتراع المنتظر.