لأول مرة في التاريخ.. صراع عربي على لقب الأفضل في العالم بين صلاح وحكيمي

يشهد موسم ٢٠٢٤/٢٠٢٥ علي سابقة تاريخية في كرة القدم العالمية، بعدما دخل نجمان عربيان في سباق حاد وقوي علي جائزة "أفضل لاعب في العالم"، المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وكذلك الكرة الذهبية من مجلة "فرانس فوتبول". المنافسة هذه المرة لا تنحصر بين نجوم أوروبا فقط، بل دخل المنافسة بقوة المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي والمغربي أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، في صراع يعكس التطور الكبير للكرة العربية وتأثيرها علي الكرة العالمية.
خطف محمد صلاح الأضواء هذا الموسم بأداء استثنائي مع ليفربول، جعله يُتوّج بلقب الدوري الإنجليزي بعد غياب دام أربعة مواسم متتالية وذلك بعد منافسة قوية مع ارسنال ومانشستر سيتي. وبجانب التتويج الجماعي مع الفريق كان للنجم المصري الدور الأكبر في هذا التتويج، حيث تصدّر ترتيب هدافي الدوري برصيد ٢٩ هدفًا وحصل علي جائزة هداف الدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى حصوله علي جائزة أفضل صانع أهداف بعد تقديمه ١٨ تمريرة حاسمة، ليصبح مشاركًا بمجموع ٤٧ مساهمة تهديفية في الدوري الأقوى عالميًا، ليحطم جميع الأرقام ويصبح بمساهماته في ذلك الموسم اللاعب الاكثر مساهمة في تاريخ الدوري الإنجليزي في موسم واحد بالتساوي مع الثنائي الإنجليزي آلان شيرر و آندي كول.
وتمكن أيضًا من حصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي موسم ٢٠٢٤/٢٠٢٥، وأيضًا جائزة أفضل لاعب من رابطة الدوري الإنجليزي وإتحاد كتاب كرة القدم، وتم اختياره ضمن تشكيلة الموسم في البريميرليغ، وبعد مواصلة صلاح لتألقه وإحرازه للأهداف موسم تلو الاخر إستطاع بنهاية هذا الموسم أن يصبح خامس الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي برصيد ١٦٨ هدف.
كما ساهم أيضًا مع فريقه في بطولة دوري أبطال أوروبا بتسجيل ٣ أهداف وصناعة ٤ أهداف رغم خروج ليفربول من دور الـ١٦، وفي كأس رابطة الأندية الإنجليزية سجل هدفين وصنع هدف وحيد، ليصبح رصيده أهدافه مع ليفربول هذا الموسم ٣٤ هدف ورصيد صناعته للأهداف ٢٣ تمريرة حاسمة.
على الجانب الأخر عاش النجم المغربي أشرف حكيمي موسمًا تاريخيًا بعد تألقه اللافت بقميص باريس سان جيرمان في موسم حافل بالإنجازات الجماعية والفردية، وكان له دور رئيسي وبارز مع الفريق الباريسي إستطاع من خلاله قيادة الفريق للتتويج بالدوري الفرنسي وكأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا، وساهم أسد الأطلسي بشكل كبير في تتويج الفريق باللقب الأوروبي الأول في تاريخه بعدما تمكن من تسجيل الأهداف في الأدوار النهائية الثلاثة، أمام كلا من أستون فيلا الإنجليزي في دور ربع النهائي، وآرسنال الإنجليزي في دور نصف النهائي، وإفتتح شريط الأهداف في المباراة النهائية بالتسجيل أمام إنتر ميلان الإيطالي.
على المستوى الفردي، حصل حكيمي على جائزة أفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي، كما تم اختياره ضمن فريق الموسم في الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا، بفضل مستواه المتكامل دفاعيًا وهجوميًا.
وتمكن النجم المغربي من تسجيل ١١ هدف وصناعة ١٤ تمريرة حاسمة بإجمالي ٢٥ مساهمة تهديفية خلال الموسم مع الفريق الباريسي، وهو رقم كبير بالنظر إلى مركزه كظهير أيمن.
وبينما يتفوق صلاح في معدل الألقاب الفردية وتحطيم الأرقام القياسية، يحظى حكيمي أيضًا بأفضلية في عدد البطولات الكبرى هذا الموسم، خصوصًا تتويجه بدوري الأبطال.
المثير في هذا الصراع أنه يجسد طموح الكرة العربية في الوصول إلى منصات التتويج العالمية رغم إختلاف الظروف. محمد صلاح الذي بدأ مسيرته من نجريج مرورا بالدوريات الأوروبية، أصبح رمزًا للعزيمة والإصرار والتألق في أقوى دوري بالعالم، بينما يمثل حكيمي النموذج العصري للاعب العربي المحترف الذي ولد وعاش في البلاد الأوروبية منذ الصغر، ورغم ذلك اختار تمثيل موطنه الأصلي والدفاع عن ألوان القميص المغربي.
سواء توج محمد صلاح أو أشرف حكيمي بجائزة الأفضل في العالم، فإن الإنجاز الحقيقي هو وصول لاعبين عربيين لهذا المستوى العالمي، وأن المنافسة بينهما تعني أن الحلم العربي أصبح حقيقيًا.