عاجل- مصر تتحول من مستفيد إلى شريك دولي في تمويل التنمية.. مدبولي يطرح مبادرات مصرية أمام الأمم المتحدة
في تحول واضح من دور المتلقي إلى شريك فاعل، طرحت مصر رؤيتها وأدواتها ومبادراتها في مجال تمويل التنمية المستدامة خلال مشاركة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية، المنعقد في مدينة إشبيلية الإسبانية، ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
المنصة الوطنية لبرنامج "نُوفي"
لم تكن مشاركة مصر تقليدية، بل جسدت دبلوماسية تنموية نشطة، تستند إلى تجارب واقعية، أبرزها المنصة الوطنية لبرنامج "نُوفي" التي دشنتها الدولة في عام 2022 لتعبئة التمويلات التنموية الموجهة للقطاع الخاص، وخاصة في مجالات المناخ والطاقة والزراعة والمياه.
مصر تجاوزت مرحلة تلقي الدعم إلى تقديم حلول عملية
وأكد مدبولي أن مصر تجاوزت مرحلة تلقي الدعم إلى تقديم حلول عملية قابلة للتطبيق لدول أخرى، مشيرًا إلى نجاح بلاده في إبرام اتفاقيات لمبادلة الديون بقيمة تجاوزت 900 مليون دولار، وتوجيهها إلى تمويلات تنموية استراتيجية، إلى جانب حشد 15.6 مليار دولار خلال خمس سنوات لدعم القطاع الخاص.
وطرح رئيس الوزراء مقترحًا بتفعيل توصية الأمم المتحدة بإنشاء منصة دولية لتبادل الخبرات والدعم الفني بين الدول النامية، معلنًا استعداد مصر الكامل للانضمام والمشاركة بخبراتها.
في ذات السياق، دعا مدبولي إلى ضرورة إصلاح المؤسسات المالية الدولية لتصبح أكثر شمولًا وإنصافًا، مطالبًا بإعطاء الدول النامية فرصًا حقيقية للنفاذ إلى التمويل الميسر ومنخفض التكلفة، بما يعزز من قدراتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
وشدد على أن المسألة لم تعد تتعلق بالتمويل فقط، بل بكيفية بناء شراكة عالمية متوازنة، تنتج حلولًا مشتركة لتحديات عالمية مشتركة.
خطاب مصر في المؤتمر لم يكن صدىً لمطالب قديمة، بل كان إعلانًا عن تحول استراتيجي في دورها الدولي كدولة تقود، تقترح، وتؤثر.