لماذا تفشل الأندية والمنتخبات المصرية في البطولات العالمية؟
رغم التاريخ العريق لكرة القدم المصرية والتفوق القاري الواضح على مستوى الأندية والمنتخبات، إلا أن الحضور المصري في البطولات العالمية لا يزال ضعيفًا ومخيبًا للآمال، ولا يزال سوء التخطيط والإدارة بعيد المنال عن أهداف وطموحات الجماهير.
فبجميع المحافل الدولية لم يكن هناك بصمة واضحة للمنتخبات والأندية المصرية أثناء مشاركتهم بالبطولات العالمية بإستثناء كأس القارات ٢٠٠٩ الذي كان يقدم فيه المنتخب المصري اداءً مميزاً امام المنتخب البرازيلي لينتهي اللقاء بفوز "السامبا" علي "الفراعنة" بشق الأنفس بنتيجة ٤/٣ وسط احترام الجميع للمنتخب المصري، وفي المباراة التالية بنفس المجموعة أمام المنتخب الإيطالي إستطاع أبناء "الفراعنة" القضاء علي "الأزوري" لينتهي اللقاء بنتيجة ١/٠ وتتغني الصحف العالمية وتشيد بالأداء القوي والمميز للمنتخب المصري أمام كبار منتخبات العالم، وعلي الرغم من إقتراب المنتخب الوطني من الصعود من مرحلة المجموعات إلا أن المباراة الأخيرة كانت الفاصل في انتهاء مشوار الجيل الذهبي بالبطولة بعد الخسارة من المنتخب الأمريكي.
ورغم قلة مشاركة المنتخب المصري في البطولات العالمية لم يكن هناك تحديات لمسئولي الإتحاد المصري والقائمين علي ملف كرة القدم للظهور بشكل قوي ومميز ويتم الإكتفاء بمجرد المشاركة بالبطولة معتبرين ذلك هو الإنجاز ويسود الهرج والمرج ويخترق المسؤولين معسكرات المنتخب بدلاً من الحفاظ علي تركيز الجهاز الفني واللاعبين بعزل الفريق وتوفير كافة عوامل النجاح والإستقرار.
علي الجانب الأخر النادي الأهلي هو الوحيد من بين الأندية المصرية الذي شارك في البطولات العالمية، ورغم أنه النادي الأكثر مشاركة في بطولة كأس العالم للأندية إلا انه لم يكتسب الخبرات الكافية لمضاهاة الأندية العالمية، فدائما في مواجهة الأندية العالمية يظهر بأداء باهت وضعيف لا يرضي طموح ورغبات جماهير القلعة الحمراء.
وعلي الرغم تدعيم النادي الأهلي بلاعبين علي أعلي مستوي في بطولة كأس العالم للأندية الحالية إلا أن إدارة النادي الأهلي اكتفت بإستقدام صفقات جديدة للمشاركة في البطولة العالمية ولم تضع إستراتيجية وخطة مُسبقة طويلة المدى لتحقيق أهداف الجماهير والوصول لأقصي مراكز البطولة.
ويتسأل الشارع الرياضي المصري إلي متي يظل الفكر المسيطر علي منظومة الكرة المصرية أن مجرد المشاركة في البطولات العالمية يعتبر ذلك إنجازًا عالميًا، ويتم الإكتفاء بالتمثيل المشرف بدلاً من إستهداف البطولة والعمل علي حصد اللألقاب بخطوات ثابتة وواضحة بوضع خطة مستقبلية ببناء أجيال متعاقبة من اللاعبين علي أعلي المستويات الفنية قادرة علي المنافسة بجميع البطولات المحلية والعالمية لتضاهي قدراتهم وإمكانياتهم لاعبي الكرة العالمية.