بعد إنفاق "مليار جنيه".. "رحلة الشوبينج" الأمريكية تنتهي بخروج أهلاوي "صفري" من المونديال

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

عاد النادي الأهلي من كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأمريكية بخيبة أمل كبيرة، بعد مشاركة لم ترقَ لطموحات جماهيره التي رافقته ودعمته في كل ملاعب البطولة.

ورغم الإنفاق "الملياري" على تدعيم الصفوف بصفقات من العيار الثقيل، جاء الأداء في البطولة مخيبًا للآمال، وكشف عن أخطاء إدارية وفنية فادحة، بالإضافة إلى حالة من عدم الانضباط بين اللاعبين.

صفقات تاريخية.. لكن بلا فائدة
لطالما اتُهم مجلس إدارة الأهلي بـ "البخل" في ملف الصفقات، لكن هذه المرة، دعم النادي الفريق بصفقات "أسطورية" للاعبين دوليين ومحترفين، بلغت قيمتها الإجمالية ما يقرب من مليار جنيه.

وكان الهدف هو الظهور بقوة في البطولة، خاصة مع مجموعة يُفترض أنها متوسطة المستوى كان الأهلي قادرًا على تصدرها.

شملت هذه الصفقات أسماء كبيرة مثل:

  • محمود حسن "تريزيجيه": عودة جناح منتخب مصر وابن الأهلي.
  • أحمد سيد "زيزو": أفضل لاعب محلي في السنوات الأخيرة.
  • أشرف بن شرقي: الموهبة المغربية البارزة.
  • يحيى عطية الله وأشرف داري ومصطفى العش.
  • حمدي فتحي: استعارة لمدة شهر من أجل البطولة.
  • أليو ديانج: عودة "الدبابة المالية".

وبوجود نجوم آخرين مثل إمام عاشور، ووسام أبو علي، وجراديشار، وطاهر، وقفشة، وحسين الشحات، والشناوي، أُطلق على الفريق لقب "فرقة المليار جنيه".

معسكر "الشوبينج" وفقدان التركيز

منذ اليوم الأول للمعسكر، بدا وكأن الأهلي يتوجه لخوض مباراة ودية أو اعتزال، لا بطولة عالمية.

سادت حالة من الانفلات والهرج والمرج، حيث انشغل أغلب اللاعبين بالتقاط الصور مع الجماهير والتسوق، على حساب التركيز في البطولة والتدريبات.

وظهر الفريق بشكل لا يعكس انضباط الأهلي المعتاد، مما كشف عن ضعف سيطرة الجهاز الفني والحاجة الماسة لمدير كرة قوي قادر على التعامل مع كل هؤلاء النجوم.

أخطاء متراكمة.. الإدارة والجهاز الفني واللاعبون

الخروج الصفري من المونديال لم يكن مفاجئًا، بل جاء نتيجة تراكم أخطاء وقع فيها الجميع:

خطأ الإدارة: تمثل في الصبر المبالغ فيه على المدرب السويسري مارسيل كولر لأكثر من عام، رغم ظهور علامات عدم وجود جديد لديه فنيًا. أخطاؤه في نهائي دوري أبطال إفريقيا العام الماضي أمام الترجي، ثم تكرارها أمام صن داونز في نصف النهائي هذا العام، أدت إلى خروج الأهلي من بطولة كانت في متناوله.

كما أن الإدارة أخطأت في إنهاء عقده دون دراية بكامل تفاصيله، مما أدى إلى أزمة مالية بدفع راتب كولر كاملاً، ما اضطرها للتعاقد مع المدرب الحالي ريبيرو لتقاضيه مبلغًا أقل بكثير من جوميز.

خطأ الجهاز الفني: لا يزال ريبيرو "يتحسس خطواته" مع الفريق، وقد يكون صُدم من الفارق الكبير في المستوى بين الأهلي وفريقه السابق أورلاندو بايرتس.

جاء أول احتكاك فني له في بطولة بحجم كأس العالم للأندية، وكان الأجدر أن يتولى المسؤولية بعد المونديال وليس قبله.

فشل اللاعبين: تلقى نجوم الفريق دعمًا كاملاً قبل السفر، لكنهم أضاعوا أسهل الفرص في مباراة الافتتاح أمام ميسي ورفاقه، والتي انتهت بالتعادل بعد أن كان الفريق أقرب للخسارة.

وتوالت الأخطاء حتى الخروج غير المأسوف عليه، والذي كشف عن مشاكل كثيرة كانت ستُغطى عليها لو صعد الفريق للدور الثاني.

خسائر بالمليارات
لم تقتصر الخسارة على الجانب الفني والسمعة، بل امتدت لتشمل الجانب المالي أيضًا.

فقد خسر "فريق المليار جنيه" ما يقرب من مليار جنيه مصري في عشرة أيام فقط، نصفها من عدم الصعود للدور الثاني، بالإضافة إلى نصف مليار أخرى هي قيمة المشاركة فقط.