دراسة: الصيام المتقطع يساعد في فقدان الوزن والحفاظ عليه

منوعات

الصيام المتقطع
الصيام المتقطع

شهد نمط الصيام المتقطع أو ما يُعرف بـ "الأكل المقيد بوقت" رواجًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة كوسيلة فعّالة لإنقاص الوزن وتحسين نمط الحياة الصحية، حيث يعتمد هذا النظام الغذائي على تحديد فترة زمنية معينة لتناول الطعام خلال اليوم، مع الامتناع عن الأكل في باقي الوقت.

وتتعدد خيارات الصيام المتقطع، إذ قد يختار البعض الصيام لمدة 12 ساعة يوميًا وتناول الطعام خلال الـ12 ساعة المتبقية، أو اعتماد صيام أطول لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال فترة تمتد لـ8 ساعات فقط.

وفي ظل الجدل المتواصل بين الخبراء حول أنسب توقيت لجدولة "نافذة الأكل"، سواء في ساعات النهار المبكرة أو المتأخرة، جاءت نتائج دراسة حديثة لتوضح الصورة بشكل أكبر.

فعالية الصيام بغض النظر عن توقيت الطعام

فقد كشفت دراسة جديدة تم عرضها خلال فعاليات المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO) لعام 2025، أن نظام تناول الطعام المقيد بوقت يُعد وسيلة فعالة لفقدان الوزن على المدى القصير، كما يمكن أن يساهم في الحفاظ على الوزن المفقود لفترة طويلة، بغض النظر عن توقيت هذه النافذة الغذائية.

وأوضحت الدكتورة ألبا كاماتشو-كاردينوسا، الباحثة في معهد بحوث الصحة الحيوية بمدينة غرناطة والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن نتائج بحثهم تُظهر أن الصيام المتقطع يمكن أن يحقق فعالية في تقليل الوزن حتى من دون حساب دقيق للسعرات الحرارية.

وأضافت في تصريحات نقلها موقع medicalnewstoday أن "مجرد تقييد فترة تناول الطعام قد يؤدي بشكل طبيعي إلى تقليل إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة، مما يعزز فرص فقدان الوزن".

انخفاض ملحوظ في محيط الخصر والورك

وشارك في الدراسة عدد من الأشخاص تم تقسيمهم إلى مجموعات مختلفة، حيث اتبعت بعض المجموعات نظام الأكل المقيد بوقت بينما استمرت مجموعة أخرى في تناول الطعام بشكل اعتيادي دون قيود زمنية.

وبعد مرور 12 أسبوعًا، لاحظ الباحثون انخفاضًا واضحًا في محيط الورك والخصر لدى جميع المجموعات التي التزمت بالصيام المتقطع، مع تسجيل أكبر تحسن في المجموعة التي التزمت بنافذة الأكل في وقت مبكر من اليوم.

النتائج طويلة المدى بعد عام

أما على المدى الطويل، فقد أظهرت الدراسة أنه بعد مرور 12 شهرًا على انتهاء فترة المتابعة، سجل المشاركون في مجموعة "الأكل المعتاد" زيادة ملحوظة في الوزن ومحيط الخصر، في حين حافظت المجموعات الثلاث الأخرى التي طبقت نظام الأكل المقيد بوقت على فقدان الوزن، وظلت مستويات محيط الخصر لديهم أقل مقارنة بالمجموعة المرجعية.

استراتيجية قابلة للتطبيق

وبحسب ما خلص إليه فريق البحث، فإن الصيام المتقطع لا يتطلب بالضرورة التحكم الدقيق في عدد السعرات الحرارية أو اتباع حميات معقدة، بل يكفي الالتزام بفترة محددة لتناول الطعام لتقليل الاستهلاك الغذائي وتحقيق نتائج صحية.

وتؤكد هذه الدراسة أن "الأكل المقيد بوقت" يمكن أن يُشكّل بديلًا عمليًا وسهل التطبيق للباحثين عن أسلوب مستدام لفقدان الوزن والحد من السمنة، لا سيما في ظل الأنماط الحياتية السريعة والضغوط اليومية المتزايدة.