موسم الأهلي "الصفري": من يتحمل المسؤولية؟
تعيش جماهير النادي الأهلي حالة من الغضب العارم والإحباط الشديد بعد الخروج المؤسف للفريق من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز، ليقترب النادي الأحمر من إنهاء موسم هو الأسوأ في تاريخه الحديث بدون أي ألقاب. ومع توديع السويسري مارسيل كولر وجهازه المعاون، تتصاعد التساؤلات حول من يتحمل مسؤولية هذا الانهيار المدوي، وهل كانت التضحية بالمدرب كافية لتهدئة بركان الغضب الجماهيري؟
كولر أول الضحايا.. فهل هو الجاني الوحيد؟
في البداية، صبّت الجماهير الأهلاوية جام غضبها بالكامل على مارسيل كولر، وحمّلته المسؤولية كاملة عن سلسلة الإخفاقات التي طاردت الفريق. ورغم استجابة مجلس الإدارة بإقالة المدرب وجهازه، فإن هذه الخطوة لم تنجح في إخماد الغضب، بل ربما زادته اشتعالًا. فالتخوف من عدم المشاركة في دوري أبطال أفريقيا الموسم المقبل، والاكتفاء بالكونفدرالية، يضاف إلى قائمة المخاوف، خاصة في ظل امتلاك الأهلي لـ"كتيبة نجوم" وتدعيمات لم تحدث بمثل هذه القوة والشراسة منذ فترات طويلة.
الجماهير الأهلاوية ترى أن الأخطاء لم تقتصر على الجهاز الفني وحده، بل امتدت لتشمل المنظومة بأكملها، بداية من مجلس الإدارة، مرورًا بالجهاز الفني، وانتهاءً بـاللاعبين المترنحين. كما يتساءل الكثيرون عن عدم إشراك بعض النجوم البارزين مثل محمد مجدي قفشة، وحسين الشحات، وبيرسي تاو، الذين كان لهم دور محوري في تتويج الفريق بالبطولات الأفريقية السابقة.
سلسلة إخفاقات تُسجل موسمًا للنسيان
شهد هذا الموسم سلسلة من الإخفاقات غير المسبوقة للنادي الأهلي:
خسارة السوبر الأفريقي: أمام الغريم التقليدي الزمالك، في مباراة كان الأهلي مرشحًا بقوة لحسمها، لكنها انتهت بفوز الزمالك بركلات الترجيح.
الإخفاق في كأس التحدي وكأس إنتركونتيننتال: خسارة أمام باتشوكا بركلات الترجيح في كأس التحدي، والفشل في الوصول لنهائي كأس إنتركونتيننتال.
الانسحاب من كأس مصر: لم يشارك الأهلي في البطولة هذا الموسم كعقوبة على انسحابه من نسخة الموسم الماضي.
الخروج من كأس عاصمة مصر: تذيل الأهلي مجموعته بعد ثلاث هزائم.
عقدة صن داونز: الخروج المخيب من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز على أرضه ووسط جماهيره، لتستمر "عقدة" الفريق الجنوب أفريقي، الذي حقق على الأهلي أربع هزائم وخمسة تعادلات في السنوات الأخيرة.
تبعات الانسحاب من القمة: خسائر مالية ونقاط مهددة
لم تقتصر الخسائر على الجانب الفني والبطولات فقط، بل امتدت لتشمل الجانب المادي والنقاط. فخسارة دوري أبطال أفريقيا تعني حرمان النادي من الجوائز المالية الضخمة للبطولة، بالإضافة إلى فقدان فرصة المشاركة في كأس السوبر الأفريقي وكأس الإنتركونتيننتال.
كما أن تداعيات انسحاب الأهلي من مباراة القمة أمام الزمالك ما زالت مستمرة. فبعد احتساب الفوز للزمالك، من المتوقع توقيع عقوبات مالية وغرامات قد تصل إلى 200 مليون جنيه، بالإضافة إلى احتمالية خصم ثلاث نقاط إضافية من رصيد الفريق بنهاية الموسم. هذا الخصم قد يبعد الأهلي تمامًا عن فرصة المنافسة على لقب الدوري المصري.
تراجع الثقة في مجلس الإدارة وتحديات مع المنافسين
فقد الكثير من محبي النادي ثقتهم في مجلس الإدارة بعد قرار الانسحاب من مباراة القمة، والذي أُكد حينها أنه "مدروس ولن تصدر بسببه عقوبات"، بينما صدرت عقوبة بالفعل، ومنتظر عقوبة أخرى بنهاية الموسم. كما أثار تراجع الأهلي عن شروطه لاستئناف الدوري (إعادة مباراة الزمالك وتعيين طاقم تحكيم أجنبي) جدلًا واسعًا، بعد أن اعتمدت رابطة الأندية نتيجة المباراة بانسحاب الأهلي واستكمل الفريق البطولة دون تحقيق شروطه.
على صعيد المواجهات المباشرة، عجز الأهلي عن تحقيق الفوز على الزمالك في أربع مباريات متتالية هذا الموسم. كما فشل في الفوز على بيراميدز في مباراتين، رغم أن بيراميدز لعب في كلتا المباراتين منقوصًا بلاعب واحد بعد طرد أحمد توفيق في الأولى ومهند لاشين في الثانية.
أخيرًا، إقالة كولر نفسها ستكلف الأهلي ما يقرب من 30 مليون جنيه، وتهدم مقولة "الحساب ليس بالقطعة"، بعد أن كان هناك اتفاق ضمني بأن الفوز باللقب الأفريقي يعني بقاء السويسري لقيادة الفريق في كأس العالم، وأن الخروج يعني رحيله.