"البكالوريا المصرية" vs "الثانوية العامة": نظام جديد يعيد تشكيل مستقبل التعليم قبل الجامعي

تقارير وحوارات

نظام البكالوريا في
نظام البكالوريا في مصر - الفجر

 


في ظل جهود وزارة التربية والتعليم لإصلاح منظومة التعليم ما قبل الجامعي، تبرز "البكالوريا المصرية" كنموذج بديل لنظام "الثانوية العامة" التقليدي، معتمدةً على تعددية المسارات وفرص التحسين، ما يمنح الطالب قدرة أكبر على تحديد مستقبله الأكاديمي والمهني وفقًا لقدراته واهتماماته.


وفيما يلي مقارنة تفصيلية بين النظامين، تسلط الضوء على أبرز الفروق:

أولًا: هيكل الدراسة وعدد المواد

الثانوية العامة التقليدية تعتمد على سنة واحدة حاسمة (الصف الثالث الثانوي)، ويبلغ عدد المواد الإجمالية في الصفين الثاني والثالث نحو 11 مادة، إلا أنه تم تقليص مواد الصف الثالث إلى 5 فقط بعد إعادة الهيكلة الأخيرة.

أما البكالوريا المصرية، فتعتمد على مرحلتين (الصفين الثاني والثالث الثانوي)، بعدد إجمالي 7 مواد فقط، ما يخفف العبء على الطلاب ويركز على التخصصات الأكاديمية.


ثانيًا: فرص الامتحان والتحسين

في النظام التقليدي، لا يُسمح للطالب سوى بمحاولة واحدة في كل مادة خلال امتحانات الدور الأول، مع إمكانية دخول دور ثانٍ بنصف الدرجة.

في المقابل، تتيح البكالوريا المصرية للطالب 4 محاولات في الصف الثاني الثانوي ومحاولتين في الصف الثالث، ويُحتسب له أفضل نتيجة حصل عليها.


ثالثًا: تحسين المجموع وتغيير المسار

لا توفر الثانوية العامة الحالية فرصة لتحسين المجموع، ولا تسمح للطالب بتغيير المسار التعليمي، حيث يلتزم الطالب بمسار واحد فقط من البداية.

بينما البكالوريا المصرية تمنح الطالب حرية تحسين درجاته، بل وتتيح له تغيير المسار الدراسي في أي مرحلة من خلال دراسة مواد إضافية.


رابعًا: حساب المجموع النهائي

تعتمد الثانوية العامة على درجات الصف الثالث الثانوي فقط، ويتم تحديد تنسيق دخول الجامعة بناءً على هذا المجموع.

بينما في البكالوريا، يُحتسب المجموع من أفضل درجات حصل عليها الطالب في الصفين الثاني والثالث الثانوي، ما يتيح توزيعًا أكثر عدلًا لتقييم الأداء.


خامسًا: نظام الشعب والمسارات

في النظام التقليدي، يتم تقسيم الطلاب إلى شعب علمي علوم، علمي رياضيات، وأدبي.

أما البكالوريا، فتتبنى نظام المسارات الأربعة:

1. الطب وعلوم الحياة


2. الهندسة وعلوم الحاسب


3. الأعمال


4. الآداب والفنون

 

وهو ما يعكس توجهًا نحو دمج التخصص الأكاديمي المبكر داخل منظومة التعليم.


سادسًا: اللغة الأجنبية الثانية والتربية الدينية

في الثانوية العامة، تعتبر اللغة الأجنبية الثانية والتربية الدينية من المواد غير المضافة للمجموع.

بينما في البكالوريا، تعتبر اللغة الأجنبية الثانية مادة أساسية ضمن المجموع النهائي، أما التربية الدينية فقد تحولت إلى مادة تخصصية في مسار "الآداب والفنون"، يختار الطالب بينها وبين علم النفس.


في النهاية تسعى البكالوريا المصرية إلى خلق نموذج تعليمي أكثر مرونة وإنصافًا، يعزز من الفرص التعليمية المتكافئة ويقلل من الضغوط النفسية التي لطالما صاحبت الثانوية العامة. وبينما يُعد تطبيق النظام الجديد خطوة جريئة، فإن التحدي الحقيقي يكمن في آلية التنفيذ، تدريب المعلمين، وتوعية أولياء الأمور.

ويظل السؤال مطروحًا: هل تنجح البكالوريا المصرية في أن تحل محل الثانوية العامة كنظام تقييم عصري وعادل؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.