“مايكروسوفت” في دائرة الاتهام: دعم تقني مباشر لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على غزة

الاقتصاد

بوابة الفجر

في موقف جريء، أعلنت الموظفة في شركة “مايكروسوفت”، ابتهال أبو السعد، استقالتها واحتجاجها العلني على تورّط الشركة الأمريكية في دعم آلة الحرب الإسرائيلية خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة. 

وأكدت أن صمتها دام لأشهر، كانت خلالها تراقب ما وصفته بـ”مشاركة غير مباشرة في الجرائم ضد الإنسانية”.
 

وقالت أبو السعد في بيانها الذي أعقب مقاطعتها لخطاب رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي بالشركة، مصطفى سليمان، خلال احتفال أقيم بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس “مايكروسوفت”:

“على مدار عام ونصف، كنت أشاهد الإبادة الجماعية بحق شعبنا في فلسطين، وأدركت أن عملي يساهم في قتل الأطفال والأطباء والصحفيين والمدنيين الأبرياء”.

 

وأضافت: “حين تأكدت من ضلوع مايكروسوفت في دعم هذه الجرائم من خلال عقودها مع جيش الاحتلال، شعرت بأن من واجبي الوقوف في وجه هذا التواطؤ وإيصال صوت الضحايا إلى العالم”.

 

مايكروسوفت والجيش الإسرائيلي: شراكة تقنية مقلقة

وفي تحقيق نشرته صحيفة ذا غارديان البريطانية مطلع العام الجاري، بالتعاون مع مجلة “972+” ومنصة “لوكال كول” الإسرائيليتين، كُشف النقاب عن تعاون متعمق بين “مايكروسوفت” ووزارة الحرب الإسرائيلية.

التحقيق، الذي استند إلى وثائق مسرّبة ومقابلات مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أظهر أن الشركة وفّرت دعمًا تقنيًا مباشرًا للجيش عبر خدمات الحوسبة السحابية وأدوات الذكاء الاصطناعي، خلال الفترة الأكثر دموية من العدوان على غزة.

ووفقًا للتقرير، زادت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية اعتمادها على تقنيات “مايكروسوفت” بنسبة كبيرة، وبلغت قيمة العقود خلال ستة أشهر فقط من الحرب ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، خصصت لتوفير آلاف الساعات من الدعم الفني للعمليات العسكرية والاستخباراتية.


 

تفاصيل الدعم التقني

تنوّع الدعم الذي قدمته “مايكروسوفت” للجيش الإسرائيلي ليشمل:

• استخدام خدمات “أزور” السحابية لتشغيل أنظمة استخباراتية وعسكرية، منها وحدة 8200 المتخصصة في الحرب السيبرانية، ووحدة 81 المسؤولة عن تطوير أدوات التجسس.

• تشغيل وصيانة نظام “رولينغ ستون”، الذي يُستخدم في مراقبة وتتبع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

• دعم البنية التقنية لوحدة “أفق” الجوية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بإدارة “بنوك الأهداف” المستخدمة في تنفيذ عمليات الاغتيال.

• توفير أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة لتشغيل أنظمة غير متصلة بالإنترنت، ما يعكس حساسية المهمات المرتبطة بها.


 

قفزة في الاستهلاك التقني

 

بيّن التحقيق أن استهلاك الجيش الإسرائيلي لخدمات “مايكروسوفت” السحابية ارتفع بنسبة 60% في النصف الأول من الحرب مقارنة بالفترة التي سبقتها، كما زاد استخدامه لأدوات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي بمعدل بلغ 64 ضعفًا، ما بين سبتمبر 2023 ومارس 2024.

وأشار التقرير إلى أن “مايكروسوفت”، كونها شريكًا موثوقًا لوزارة الحرب الإسرائيلية، وفرت للجيش إمكانية الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي “GPT-4”، الذي تطوره شركة “OpenAI”، بعد أن غيّرت الأخيرة سياستها لتسمح بالتعاون مع جهات عسكرية واستخباراتية.


 

احتجاج صريح داخل الشركة

 

وجّهت الموظفة أبو السعد خلال احتجاجها رسالة مباشرة إلى مصطفى سليمان، متهمة إياه بـ”تلطّخ يديه بدماء أطفال غزة”، وطالبته بوقف استخدام الذكاء الاصطناعي في دعم الإبادة الجماعية.

 

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة ودول أوروبية، جرائم إبادة في غزة، راح ضحيتها أكثر من 165 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض