جريمة إسرائيلية في صيدا.. الاحتلال يقتل قائدًا فلسطينيًا وأطفاله داخل شقة سكنية

في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالدم والخراب، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال فجر اليوم، شقة سكنية في مدينة صيدا جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد القيادي في حركة حماس حسن فرحات، إلى جانب ابنه وابنته، في مجزرة بشعة تؤكد مرة أخرى استخفاف إسرائيل بالأعراف الدولية وحقوق الإنسان، واستهتارها بحياة المدنيين، حتى أولئك البعيدين عن مناطق النزاع المباشر.
وأكد جيش الاحتلال في بيان رسمي أن العملية كانت "بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات"، مدّعيًا أن فرحات كان مسؤولًا عن عمليات استهدفت قوات الاحتلال ومناطق إسرائيلية خلال الأشهر الماضية، من بينها قصف صاروخي على صفد في فبراير الماضي، أدى إلى مقتل مجندة وإصابة عدد من الجنود.
ولكن الحقيقة الأكثر وضوحًا هي أن العملية الإسرائيلية نفذت في قلب منطقة مدنية مأهولة، داخل مدينة صيدا التي تبعد عشرات الكيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة، وفي وقت يفترض فيه أن وقفًا لإطلاق النار لا يزال ساريًا في الجنوب اللبناني منذ نوفمبر الماضي.
وهو ما يضع الاحتلال مرة أخرى في دائرة الاتهام بارتكاب جرائم حرب، ويثبت استمرار سياساته القائمة على الإرهاب المنهجي والعقاب الجماعي.
من هو حسن فرحات؟
حسن فرحات، حسب المصادر الفلسطينية، هو قائد القطاع الغربي في حركة حماس بلبنان، لعب دورًا في تنسيق العمل المقاوم في المنطقة، لكن اللافت أن الاحتلال لم يكتفِ باغتياله بل قتل كذلك اثنين من أبنائه في الغارة، ما يعكس مستوى الاستهتار بأرواح المدنيين، وخاصة الأطفال.
ووفق وكالة فرانس برس، فإن الغارة تسببت في تدمير كامل للشقة المستهدفة في الطابق الرابع من أحد مباني صيدا، واندلعت النيران في المكان، كما تضررت أبنية ومحال تجارية وسيارات مجاورة، وأدت إلى حالة من الذعر والهلع بين السكان، لا سيما وأن المدينة لم تشهد عمليات من هذا النوع منذ مدة طويلة.
خرق سافر للسيادة اللبنانية
الغارة الإسرائيلية تأتي في وقت يُفترض فيه التزام الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار بعد عام من التوتر مع حزب الله.
ورغم أن صيدا لم تكن جبهة مشتعلة في هذا الصراع، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي اختار أن يضرب بعيدًا عن الحدود، في رسالة تحمل تهديدًا واضحًا بأن يدها طويلة ولا تخضع لأي قانون.
ما حدث في صيدا ليس استهدافًا عسكريًا مشروعًا، بل هو اغتيال سياسي وقتل عائلي مدني بامتياز. وهو ما يستوجب ردًا دوليًا حازمًا، وإعادة النظر في صمت العالم حيال الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في فلسطين ولبنان وسوريا.
جرائم الاحتلال تتواصل والمجتمع الدولي أخرس
فالهجوم الإسرائيلي على صيدا ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل هذا الصمت الدولي المريب، فإسرائيل التي اعتادت تنفيذ عمليات اغتيال وتصفية خارج حدودها دون رادع، لا تزال تتعامل بعقلية المحتل المتغطرس، وتجد دائمًا الغطاء السياسي والدعم العسكري من قوى كبرى، تجعلها فوق القانون.
إن الاستهداف المتكرر للمدنيين، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وقتل الأطفال، لا يمكن اعتباره دفاعًا عن النفس كما تزعم إسرائيل، بل هو إرهاب دولة منظم، وامتداد لمنهجية استعمارية لا تؤمن إلا بالقوة والعنف.