عاجل| رفح تحت القصف.. آخر ملجأ يتحول إلى ساحة معركة (تفاصيل)

يشهد قطاع غزة واحدة من أعنف موجات النزوح منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حيث اضطر مئات الآلاف من سكانه إلى الفرار بحثًا عن مأوى آمن، في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي وفي الوقت الذي تتقدم فيه القوات الإسرائيلية نحو مدينة رفح، آخر ملجأ للفارين، تتصاعد المخاوف من تهجير دائم وتوسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية على أراضي القطاع.

وتفاقمت الأوضاع الإنسانية في غزة مع استمرار القصف الجوي والبري المكثف، الذي لم يترك مجالًا للمدنيين سوى الهرب إلى المجهول، في ظل انقطاع الخدمات الأساسية واستهداف البنية التحتية. 

تصعيد إسرائيلي واسع وإعلان "منطقة أمنية" جديدة

أعلنت إسرائيل نيتها فرض سيطرة عسكرية واسعة على مناطق في قطاع غزة تحت مسمى "منطقة أمنية"، وهو ما اعتبره الفلسطينيون محاولة لفرض واقع جديد على الأرض من خلال عمليات التهجير الجماعي. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب التصعيد العسكري الأخير الذي شهد توغلًا داخل رفح، مما زاد من معاناة السكان وأجبر المزيد منهم على الفرار.

رفح تحت القصف

شهدت مدينة رفح، الواقعة في أقصى جنوب القطاع، عمليات قصف مكثفة بالتزامن مع تقدم القوات الإسرائيلية داخلها. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية خلال 24 ساعة فقط عن مقتل 97 فلسطينيًا، من بينهم 20 مدنيًا سقطوا في غارة استهدفت حي الشجاعية شمالي غزة.

هجوم على مدرسة تؤوي نازحين يوقع عشرات الضحايا

في تصعيد جديد، استهدفت الغارات الإسرائيلية مدرسة دار الأرقم في حي التفاح، مما أدى إلى مقتل 27 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، وفقًا للسلطات الصحية في غزة. بينما بررت إسرائيل الهجوم بزعم أن المبنى كان يستخدم كمركز قيادة للمسلحين.

شهادات من قلب الكارثة: "نحن أموات أحياء"

مع استمرار القصف والنزوح الجماعي، وصف السكان أوضاعهم بالمأساوية، حيث قال أحد النازحين لشبكة رويترز: "رفح تمحى من الوجود"، بينما عبرت سيدة أخرى عن معاناتها قائلة: "أريد أن أموت، لسنا أحياء، نحن أموات".

مخاوف من تهجير دائم وسط غموض الأهداف الإسرائيلية

لا تزال إسرائيل ترفض الكشف نواياها طويلة المدى بشأن "المنطقة الأمنية"، لكن الفلسطينيين يخشون أن يكون الهدف النهائي هو إخلاء قطاع غزة من سكانه بشكل دائم، في ظل استمرار عمليات الاستيلاء على الأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية.