تصاعد التوتر ونزوح واسع للسكان.. آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة
يشهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها الجوية والبرية وسط ارتفاع حاد في أعداد الشهداء والجرحى، فيما تتزايد التحذيرات من كارثة إنسانية جراء استمرار القصف والنزوح الجماعي. وفي الوقت الذي تتجه فيه إسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها في رفح، تتصاعد الضغوط الدولية لوقف القتال، بينما تظل مفاوضات التهدئة وصفقة تبادل الأسرى عالقة دون تقدم يذكر.
مخاوف إسرائيلية من الحشد العسكري في سيناء
أكدت مصادر مصرية، في تصريحات لقناة "العربية"، أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها القاهرة على الحدود مع غزة تأتي في إطار تأمين المنطقة بسبب التطورات الأخيرة، دون أن تشكل خرقًا لاتفاقية السلام مع إسرائيل. جاء ذلك وسط تصاعد المخاوف الإسرائيلية من الحشد العسكري المصري في سيناء.
تصعيد عسكري في غزة وخسائر بشرية متزايدة
شهد قطاع غزة تصعيدًا خطيرًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث أسفرت الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية منذ فجر اليوم عن استشهاد 18 فلسطينيًا في مناطق متفرقة من خانيونس ورفح جنوب القطاع. كما أعلن مسعفون عن سقوط 10 شهداء وإصابات في قصف استهدف عيادة تابعة للأونروا في مخيم جباليا شمال غزة.
في سياق متصل، ذكرت مصادر طبية أن عدد الشهداء في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ 15 يومًا ارتفع إلى 1100، فيما أكدت تقارير أممية أن الأوامر الإسرائيلية بإخلاء المناطق السكنية تغطي مساحات واسعة من شمال وجنوب القطاع، ما تسبب في نزوح نحو 140 ألف شخص منذ استئناف الحرب.
توسيع العمليات العسكرية في رفح والسيطرة على مناطق استراتيجية
أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن توسيع العمليات العسكرية في غزة بشكل كبير، مع تأكيده على نية إسرائيل السيطرة على مساحات واسعة من القطاع وضمها إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر عسكرية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فوجئت بإعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السيطرة على "محور موراج"، مشيرة إلى أن خطط السيطرة على هذا المحور لم تُعتمد بعد رسميًا.
من جهتها، أكدت القناة 12 العبرية أن الجيش الإسرائيلي نفذ أكثر من 50 غارة تمهيدًا لمناورة برية في رفح، حيث تعمل الفرقة "36" على تطويق المدينة وعزلها عن بقية قطاع غزة، في حين تواصل القوات الإسرائيلية توغلها في مناطق شمال القطاع، وخاصة محور نتساريم وبيت حانون وبيت لاهيا، بهدف توسيع ما تسميه "المساحة الأمنية".
تفاقم الأوضاع الإنسانية وتحذيرات من كارثة إنسانية
في ظل التصعيد المستمر، أصدرت منظمة "أوكسفام" تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أن العمليات الإغاثية تواجه عقبات خطيرة، فيما تتزايد مخاطر المجاعة نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال المساعدات.
وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا أن التقارير الأولية تفيد بأن المبنى الذي استهدفته الغارات الإسرائيلية في جباليا كان يؤوي أكثر من 700 شخص، مشددًا على أن عدم توفير الحماية للمدنيين والعاملين في المنظمات الإنسانية يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
تطورات المفاوضات وصفقة التبادل
على صعيد المفاوضات، نقلت قناة "مكان" الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن حركة حماس لم ترد بعد على المقترح الإسرائيلي بشأن صفقة تبادل الأسرى، والذي يتضمن إطلاق 11 محتجزًا إسرائيليًا في اليوم الأول مقابل وقف القتال لمدة 40 يومًا. في المقابل، هددت إسرائيل بتوسيع العمليات العسكرية في غزة إذا لم يحدث تغيير في موقف حماس.
تحركات دبلوماسية لاحتواء الأزمة
سياسيًا، ناقش وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الأردني جهود القاهرة والدوحة لتهدئة الأوضاع في غزة، وسط استمرار المساعي الدولية للحد من التصعيد واحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.