خبير تربوي: الدول المتقدمة نجحت في ترغيب الأطفال بالذهاب للمدرسة
أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن الدول المتقدمة نجحت في جعل الطلاب أكثر إقبالًا على المدارس والانتظام بها من خلال تطبيق مجموعة من السياسات التعليمية التي تضمن بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة، وهو ما تفتقده العديد من الدول الأخرى.
وأوضح أن هذه الدول وفرت تعليمًا مجانيًا حقيقيًا يشمل الكتب الدراسية، والوجبات الغذائية، وكذلك وسائل الانتقال إلى المدرسة، مما يخفف العبء المادي عن الأسر ويجعل التعليم متاحًا للجميع دون عوائق مالية. كما قدمت دعمًا ماديًا إضافيًا للأسر الأولى بالرعاية لضمان عدم تأثر التحاق أبنائهم بالمدارس بالظروف الاقتصادية الصعبة.
وأضاف شوقي أن توفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين داخل المدارس كان من بين الإجراءات الأساسية، حيث يعملون على كشف المشكلات التي قد تعوق الطلاب عن الاستمرار في الدراسة، مع تقديم حلول مبكرة تمنع تفاقم هذه المشكلات، مما يساعد في الحفاظ على الصحة النفسية للطلاب.
وأشار إلى أن تقليل عدد التقييمات المفروضة على الطلاب كان خطوة مهمة، إذ إن التركيز المفرط على التقييمات المعرفية فقط أدى إلى اتجاه بعض الطلاب إلى أساليب الغش بدلًا من التركيز على الفهم الحقيقي للمناهج.
في المقابل، طبقت الدول المتقدمة أساليب تقييم أكثر توازنًا تراعي الفهم والإبداع إلى جانب التحصيل الأكاديمي.
وأكد الخبير التربوي أن بعض الدول حولت المدارس في أوقات معينة من اليوم الدراسي إلى أندية يمارس فيها الطلاب هواياتهم وأنشطتهم المختلفة، ما جعلهم أكثر تعلقًا بالمكان التعليمي، إضافة إلى توفير أنماط جديدة من التعليم مثل التعليم التفاعلي الإلكتروني، الذي ساهم في تحبيب الطلاب في عملية التعلم.
وشدد على أهمية وجود عدد كافٍ من المعلمين داخل المدارس، بحيث يتمكن كل معلم من التركيز على شرح مادته بطريقة إبداعية دون ضغوط زائدة، مع توفير دخل مادي مناسب لهم يضمن استقرارهم المهني والمعيشي، إلى جانب ضرورة تجنب تعيين معلمين غير مؤهلين قد يسببون مشكلات نفسية وتعليمية للطلاب.
وأضاف أن الدول التي نجحت في تطوير التعليم وفرت مسارات تعليمية بديلة بجانب المسار النظري، مثل التعليم المهني، مع منح طلابه مميزات لا تقل عن تلك التي يحصل عليها طلاب المسار الأكاديمي، مما جعل الطلاب أكثر انخراطًا في مجالات تتناسب مع مهاراتهم وقدراتهم.
واختتم شوقي حديثه مؤكدًا أن نجاح أي نظام تعليمي يتوقف على شعور الطالب وولي الأمر والمعلم بالرضا عما يتم داخل المنظومة التعليمية، مشيرًا إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم التعلم من تجارب الدول الأخرى الناجحة، حيث يتم البدء من الصفر مع كل محاولة إصلاح دون الاستفادة من التجارب السابقة.