بعد تعيينه رئيسًا لجهاز الشاباك.. من هو إيلي شارفيت؟

تقارير وحوارات

رئيس جهاز الشاباك
رئيس جهاز الشاباك الجديد إيلي شارفيت- الفجر

 


إيلي شارفيت.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك تزامنًا مع أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، عن تعيين اللواء المتقاعد إيلي شارفيت، القائد الأسبق للبحرية الإسرائيلية، رئيسًا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك).

ويأتي هذا التعيين بعد سلسلة من المقابلات المكثفة مع سبعة مرشحين، حيث أعرب نتنياهو عن ثقته في قدرة شارفيت على قيادة الجهاز ومواصلة "التقاليد المجيدة" للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

تعيين شارفيت في وقت حساس

هذا القرار يأتي في وقت حساس بالنسبة للجهاز الأمني الإسرائيلي، وسط أزمة داخلية حادة بعد إعلان نتنياهو فقدانه الثقة في رئيس الشاباك الحالي، رونين بار. ومن المقرر أن يغادر بار منصبه في 10 أبريل 2025. 

 

وتعكس هذه الخطوة التوترات المستمرة بين نتنياهو وبار، التي تفاقمت بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، وكذلك الخلافات العميقة حول الإصلاحات القضائية في إسرائيل.

وكان جهاز الشاباك قد نشر تحقيقًا داخليًا في مارس 2025، أقر فيه بفشله في منع الهجوم، وألقى باللوم على "سياسة الهدوء" التي سمحت لحركة حماس بتعزيز قوتها العسكرية، ما أدى إلى إقالة بار. ورغم نفي نتنياهو أن القرار له دوافع سياسية، إلا أن منتقديه يرون أن هذه الخطوة جزء من محاولات تقويض المؤسسات الأمنية.

إيلي شارفيت: قائد بحري يتولى جهازًا أمنيًا داخليًا

إيلي شارفيت، الذي شغل العديد من المناصب العسكرية العليا في القوات البحرية الإسرائيلية، يعتبر اختيارًا غير تقليدي لرئاسة الشاباك. شارفيت، الذي وُلد في مستوطنة "سديه بوكر" في النقب وسبق له أن خدم في البحرية لمدة 36 عامًا، لم يسبق له أن خدم في الشؤون الأمنية الداخلية أو في الملف الفلسطيني، وهو المجال الرئيسي الذي يختص به الشاباك.

ورغم ذلك، يعد تعيينه تغييرًا كبيرًا في سياق رئاسة الجهاز، إذ يُعتبر شارفيت شخصية عسكرية متمرسة ومن خلفية بحرية، حيث شغل مناصب بارزة منها قائد القوات البحرية بين 2016 و2021. لكن بعض النقاد يشيرون إلى افتقار شارفيت إلى الخبرة في التعامل مع التهديدات الأمنية الداخلية.

تعيينات سابقة لقادة البحرية في الشاباك

يُذكر أن هذا التعيين ليس الأول من نوعه في تاريخ الشاباك، حيث سبق أن تولى عامي أيالون، القائد الأسبق للبحرية، رئاسة الجهاز بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين عام 1996. وكانت تلك التجربة ناجحة حسب التقييمات الإسرائيلية، ما قد يُعتبر دافعًا وراء محاولة نتنياهو تكرار نفس النموذج.

المواقف السياسية والشخصية لشارفيت

خلال فترة خدمته، كان شارفيت معروفًا بمواقفه السياسية المعارضة للحكومة، حيث شارك في الاحتجاجات الشعبية ضد التعديلات القضائية قبل أحداث 7 أكتوبر 2023. وقد أثار تعيينه تساؤلات حول تأثير مواقفه السياسية على قيادته المستقبلية لجهاز الشاباك.

كما كان شارفيت من المدافعين عن نتنياهو في قضية "الملف 3000"، التي تتعلق بصفقة شراء غواصات ألمانية، حيث اعتبر أن الاتهامات ضد نتنياهو في هذه القضية "مبالغ فيها" ولم تؤثر على قدرات البحرية الإسرائيلية.

في النهاية  تعيين إيلي شارفيت، يُتوقع أن تشهد إسرائيل مرحلة جديدة في إدارة جهاز الشاباك في وقت حساس من تاريخها الأمني، حيث تتصاعد التحديات الداخلية والخارجية. يبقى أن نرى كيف سيتعامل شارفيت مع ملفات الشؤون الأمنية الداخلية وتحديات الملف الفلسطيني، خاصة في ظل الأزمات الحالية التي تواجهها إسرائيل.