تصاعد العنف في غزة واغتيال قيادات بارزة
حدث ليلًا: مقتل الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع

استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر اليوم الخميس القيادي في حركة حماس عبد اللطيف القانوع، مما أدى إلى مقتله في مدينة جباليا شمال قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بسقوط عدد من الجرحى جراء القصف نفسه، في استمرار للهجمات المكثفة التي تستهدف قيادات بارزة في الفصائل الفلسطينية.
يُعد القانوع من الشخصيات الإعلامية البارزة في حماس، حيث بدأ عمله في المكتب الإعلامي للحركة منذ عام 2000، قبل أن يتولى منصب الناطق الرسمي باسمها عام 2016. وجاء اغتياله بعد أسابيع من استهداف الجيش الإسرائيلي لقيادات أخرى في الحركة، ضمن حملة تصعيد مستمرة منذ أشهر.
استمرار الغارات وسقوط ضحايا مدنيين
واصل الجيش الإسرائيلي غاراته العنيفة على قطاع غزة خلال الليل، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، وفقًا لمصادر طبية محلية. وتركزت الهجمات على مناطق متفرقة، أبرزها بيت لاهيا، حيث قُتل 11 فردًا من عائلة واحدة، بينهم سائق إسعاف. كما أدت غارة أخرى في منطقة الصفطاوي إلى مقتل سبعة أشخاص، بينما استهدف قصفٌ منزلًا غربي غزة، ما أسفر عن سقوط ضحايا.
وفي مدينة خان يونس، تسببت الغارات في مقتل شخص وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة. ومع استمرار العمليات العسكرية منذ 18 مارس، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى تجاوز 830 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.
تصعيد إسرائيلي وتهديدات جديدة
أعلن الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته العسكرية، مؤكدًا استهداف أكثر من 430 موقعًا لحماس والجهاد الإسلامي خلال الأسبوع الأخير. ولم تقتصر الضربات على غزة، حيث شنت إسرائيل هجمات على 18 هدفًا في سوريا، إلى جانب قصف أكثر من 40 موقعًا لحزب الله في جنوب ووسط لبنان. كما أعلنت اعتراض 14 هجومًا صاروخيًا مصدرها اليمن ولبنان وقطاع غزة.
وفي تصعيد إضافي، وزّع الجيش الإسرائيلي تحذيرات لسكان عدة مناطق وسط القطاع، يطالبهم فيها بالإخلاء الفوري قبل تنفيذ عمليات قصف جديدة. كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته لن تتراجع عن عملياتها العسكرية، مهددًا بمواصلة السيطرة على مناطق في غزة ما لم يتم الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
حماس: تعاملنا بإيجابية مع مقترحات وقف إطلاق النار
أكدت حركة حماس في بيان رسمي أنها تلقت مقترحات تتعلق بوقف الحرب، مشيرة إلى تعاملها بإيجابية مع هذه العروض وفقًا لشروط محددة. وأوضحت أن مطالبها تتركز على وقف العدوان الإسرائيلي، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة، إضافة إلى التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ورفع الحصار عن القطاع.
في المقابل، ترفض الحكومة الإسرائيلية إنهاء عملياتها العسكرية قبل تحقيق أهدافها الأمنية، ما يزيد من حالة التوتر على الأرض. وفي ظل غياب أي توافق سياسي بين الطرفين، يبقى الوضع الميداني مفتوحًا على مزيد من التصعيد.
المشهد العام: مزيد من التصعيد دون بوادر للتهدئة
تشير التطورات الأخيرة إلى استمرار التصعيد العسكري في غزة، مع تصاعد الغارات الإسرائيلية وتزايد أعداد القتلى في صفوف المدنيين. ومع انعدام أي بوادر لاتفاق سياسي قريب، تتجه الأوضاع نحو مزيد من التدهور، حيث يعيش سكان القطاع تحت وطأة الغارات المتكررة والأوضاع الإنسانية المتفاقمة.