كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025

منوعات

كتاب نادر يثير الجدل
كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية

شهد محرك البحث "جوجل" نشاطًا مكثفًا خلال الساعات الأخيرة، حيث تزايدت عمليات البحث عن كتاب نادر يعود إلى التراث، يتضمن توقعات دقيقة لبدايات الشهور الهجرية في مصر.

جاء هذا الاهتمام بعد ظهور الكتاب بحوزة شيخ سعودي قام بمشاركة أبرز محتوياته، مؤكدًا دقة توقعاته التاريخية على مدار السنوات الماضية، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا حول مصداقية الحسابات الفلكية المعتمدة حاليًا في تحديد بدايات الشهور الهجرية.

كتاب التوفيقات الإلهامية.. مرجع تاريخي ودليل لحساب الشهور الهجرية

الكتاب الذي يحمل اسم "التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنجية والقبطية" ألفه اللواء محمد مختار باشا المصري، وطُبع لأول مرة عام 1893 في المطبعة "الميرية" ببولاق. 

يُعد هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا للباحثين حتى اليوم، حيث يقدم مقارنة تفصيلية بين التواريخ الهجرية والميلادية والقبطية، منذ السنة الأولى للهجرة وحتى عام 1500 هجريًا.

ويُصنّف الكتاب كونه تقويمًا حسابيًا يوميًا ومعجمًا تاريخيًا للأحداث الإسلامية والمصرية على مدار 1500 سنة هجرية.

 كما أُضيف إليه لاحقًا بعض التحديثات، حيث قام الدكتور محمد عمارة عام 1980 بتحقيقه وإضافة أحداث تاريخية وقعت بين عامي 1311 هـ و1400 هـ.

كتاب نادر يثير التساؤلات حول دقة الحسابات الفلكية

أثارت المعلومات الواردة في الكتاب تفاعلًا واسعًا، خاصة بعد نشر بعض المستخدمين لصفحات منه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستعرضين مدى توافق بياناته مع التوقعات الفلكية الحديثة.

وكان لهذا الجدل جذور قديمة، إذ سبق أن أثير النقاش حوله عام 2019 عند الاختلاف بشأن موعد أول أيام عيد الفطر، بين ما أعلنته دار الإفتاء المصرية وفق الرؤية الشرعية، وما تضمنه الكتاب.

كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025
كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025
كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025
كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025
كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025
كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025
كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025
كتاب نادر يثير الجدل حول دقة التوقعات الفلكية لمواعيد الشهور الهجرية وعيد الفطر 2025

مقارنة بين كتاب التوفيقات الإلهامية والتوقعات الفلكية لعام 2025

حسب المعلومات الواردة في الكتاب، فإن بداية شهر رمضان لعام 1446 هجريًا، الموافق 2025 ميلاديًا، كانت في 1 مارس 2025، وهو ما يتطابق مع الحسابات الفلكية. 

لكن الاختلاف ظهر عند توقعه أن شهر رمضان سيكون كاملًا (30 يومًا)، مما يجعل أول أيام عيد الفطر يوم الإثنين 31 مارس 2025، خلافًا للحسابات الفلكية التي تشير إلى أن رمضان سيكون 29 يومًا فقط، وبالتالي فإن عيد الفطر سيوافق يوم الأحد 30 مارس 2025.

المفارقة زادت بعد أن نشر المعهد الدولي للفلك بالإمارات توقعاته بأن عيد الفطر سيوافق الإثنين 31 مارس 2025، وهو ما يتماشى مع ما ورد في كتاب التوفيقات الإلهامية، مما عزز الجدل حول دقة التنبؤات الفلكية الحديثة مقارنة بالتوقعات الواردة في الكتاب.

تحليل تاريخي لموثوقية الكتاب

تمت مراجعة بعض التواريخ الواردة في الكتاب، وتبين أنه في بعض الحالات كانت هناك مطابقة دقيقة مع الشهور الهجرية الحديثة، مثل بداية شهر شعبان لعام 1446 هـ، وبداية شهر رمضان العام الماضي. لكن عند مقارنة سنة 1393 هجريًا (1973 ميلاديًا)، والتي شهدت حرب أكتوبر، لوحظ أن الكتاب ذكر أن بداية رمضان كانت يوم الجمعة 28 سبتمبر 1973، ما يعني أن 6 أكتوبر 1973 كان يوافق 9 رمضان وليس 10 رمضان، مما يشير إلى أن اعتماد الرؤية الشرعية لهلال رمضان في ذلك العام غيّر الحسابات المتوقعة في الكتاب.

توقعات الكتاب لموعد عيد الأضحى 2025

وفقًا للبيانات الواردة في الكتاب، من المتوقع أن تكون:

غرة شهر ذي الحجة لعام 1446 هـ يوم الخميس 29 مايو 2025.

وقفة عرفات يوم الجمعة 6 يونيو 2025.

أول أيام عيد الأضحى يوم السبت 7 يونيو 2025.

الجدل مستمر.. أيهما أدق الحسابات الفلكية أم المراجع التراثية؟

يظل الجدل قائمًا حول مدى دقة الحسابات الفلكية الحديثة مقارنة بالمراجع التراثية مثل كتاب التوفيقات الإلهامية. 

وبينما تؤكد المؤسسات الفلكية الرسمية أن حساباتها مبنية على أسس علمية دقيقة، يرى البعض أن الاعتماد الكامل على الحسابات الفلكية دون الرؤية الشرعية للهلال قد يكون محل جدل، خاصة عندما تتعارض مع مصادر تاريخية معروفة بدقتها.