ليلة القدر.. سبب التسمية ومواصفاتها وفقًا للقرآن والسنة

تقارير وحوارات

ليلة القدر
ليلة القدر

 

تزداد عمليات البحث خلال هذه الأيام عن علامات ليلة القدر ومواصفاتها، إذ تُعد من أعظم الليالي في الإسلام، حيث يُغفر فيها للمؤمنين ما يعادل 83 عامًا من الذنوب، ما يجعلها فرصة عظيمة للمغفرة والرحمة.

سبب تسمية ليلة القدر

تعددت آراء العلماء حول سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، ومن أبرز التفسيرات:

1. القدر بمعنى الشرف والمكانة: فهي ليلة ذات قدر عظيم، ومن يحييها يصبح ذا شأن عند الله.


2. القدر بمعنى التقدير: ففيها يُكتب ما سيجري خلال العام، استنادًا إلى قوله تعالى: "فيها يُفرق كل أمر حكيم" (الدخان: 4).


3. القدر بمعنى التضييق: حيث تزدحم الأرض بالملائكة لكثرتهم، كما قال الخليل بن أحمد: "سميت ليلة القدر لأن الأرض تضيق بالملائكة فيها".

 

مواصفات ليلة القدر

كشف الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقائه في برنامج "فتاوى الناس" عبر قناة "الناس"، عن علامات ليلة القدر التي وردت عن النبي ﷺ، ومنها:

الشمس تطلع صبيحتها بيضاء بلا شعاع، أشبه بـ "طست من النحاس"، وهذه العلامة يلاحظها أهل الصحراء أكثر من غيرهم.

ليلة معتدلة الطقس، لا باردة ولا حارة، ويتميز هواؤها بالهدوء والسكينة.

غياب الشياطين، حيث لا يخرج الشيطان حتى بزوغ الفجر.

انفتاح القلب للدعاء، حيث يشعر المؤمن براحة وسكينة غير معتادة، ويجد أن دعاءه مستجاب.


وأشار عثمان إلى أن سقوط الأمطار ليس من علامات ليلة القدر، ولكنها ليلة يغلب عليها الصفاء والسكينة، ويُفضح فجرها بصفاء السماء ووضوح الكواكب.

علامات ليلة القدر في السنة النبوية

ذكر الشيخ ابن عثيمين أن لليلة القدر علامات مقارنة وأخرى لاحقة، وهي كالتالي:

العلامات المقارنة (أثناء الليلة):

1. إضاءة ونور غير عاديين في السماء.


2. شعور بالطمأنينة في القلب وانشراح الصدر.


3. سكون الرياح، فلا تكون عاصفة ولا شديدة.

 

العلامات اللاحقة (بعد انقضائها)

1. طلوع الشمس في صبيحتها دون شعاع، كما جاء في حديث أُبيّ بن كعب في صحيح مسلم: "أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها".

 

الدعاء المستحب في ليلة القدر

حثّ النبي ﷺ المسلمين على الإكثار من الدعاء في هذه الليلة المباركة، وأوصى السيدة عائشة رضي الله عنها أن تقول:
"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعفُ عني".

فرصة لا تُعوض

ليلة القدر ليلة العفو والرحمة، وهي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام، لذا ينبغي استغلالها بالصلاة والدعاء والذكر، عسى أن يُكتب للمسلم العتق من النار والفوز بالجنة.